أتدري يا صاحبي
لم اعد أفكر فيها .. ولا مهتماً بها ..
ولم اعد أبحث عنها .. أنا أبحث عني قبلها
أبحث عن نفسي التي صارت عجباً ..
أنادي ولا يسمع أحداً
ويبدو أن قدري أن أعيش مبعثر التفكير
قدري أن أعيش باقي العمر
أحلم بجلسة هادئة تجمع شتاتي
وبيد دافئة تمحو برد روحي وأوجاعي
أنا تائة يا صاحبي .. أبحث عن أمان
في بحر بلا شطآن ..
حتي أني يا صاحبي ابتعت قلماً .. لعله يكون رفيقاً
لعله يكون رحيماً بي وعوناً لي
لكنه تآمر علي .. اجتمع والذكريات
فلم أكتب نصاً في الورق سوي
صباح الخير سيدتي
كيف حالك والوطن
والأجواء..
قالت :
أما عن حالي
فمثل حالك سواء ..
لا زلت أحلم بالسلام
لازلت أشكو للسماء ..
و أما عن
الوطن والأجواء ..!
فتأتي النسمات إلي وطني
محملة بالبارود
لقتل الأبرياء ..
وتعود محملة
برائحة الزيتون
وأرواح الشهداء ..
مر الشتاء
بلا شتاء ..
لملم بقايا الخريف
وانصرف كما جاء ..
حتي الربيع هذا العام
فارغ الأرجاء ..
بلا زهر
بلا احتواء ..
الشتاء يا صاحبي
إن جاء بلا شتاء .. فلا تلقي بالاً للأشياء ..!