يقول جبران في نص قصير :
" خرج الثعلب من مأواه عند شروق الشمس ، فتطلع إلي ظله منذهلاً
وقال : سأتغدي اليوم جملاً .. ثم مضى في سبيله يفتش عن الجِمال الصباح كله .
وعند الظهيرة تفرس في ظله ثانية وقال مندهشاً : بلى ، إن فأرة واحدة تكفيني "
....
وتوضيحا لما قال وعلى قدر ما نلت من فهم النص :
ضع نفسك في مقدارها الصحيح ومسارها المناسب ، وكِل أحلامك بمكيال ما لديك
من مقومات حقيقة وما تملكه من قدرات فعلية ، اجعل مقاس الحلم علي قدر
استطاعتك حتي يكون هناك الأمل في تحقيقه ، وطالما لا تمتلك أي مورد يساعدك في ذلك
فلا تنشد الصعاب من أول خطوة فتعجز، ولا تتطلع إلي المستحيل من أول فكرة فتهلك
ولا تشطح بخيالك إلي حلم لا تعرف أي الطرق يؤدي إليه .
لا أحاول إثباط عزيمتك وقتل طموحك ، لكني أحب أن تنتبه ، طالما تريد
أن يتحقق حلمك وأنت علي قيد الحياة ، أو فلتتركه حلماً لا يسعه إلا التجول
في خيالك ، فيعذبك بُعد مناله ، وعدم تحقيقه.
لا تستمع لمن يقول " احلم " ثم يصمت .
لا .. لن يتحقق حلم ما لم تكن لديك إرادة .. ثم مقومات وقدرة علي التحقيق .
لا يتحقق الحلم بدون هذه الأساسيات .
فخذ مقاسات إمكانياتك واجعل الحلم علي نفس المقاس ، حقق هذا الحلم
ثم تطلع إلي الذي يليه .
و حتي لا يمر العمر دون تحقيق ما تنشده فكم من صاحب حلم مات ولم يحققه
وكم من حلم مات في نفس صاحبه لعدم القدرة ورفع مقاسات خاطئة لإمكانياته .