لحظة … لو سمحت
———————
توارت تمتماته على حينِ غرةٍ
بعدما كانَ واقفاً على أقدامي
قلت وحنجرتي تبلعني ،
لو أوصدتَ البابَ
لما حرّكَ القبضةَ اللصوص ..
ولو أغلقتَ الشبابيك
لما أجتازَ الشتاءُ
وينثُّ عليكَ الزكام ..
استشرعتْ أياديكَ نحو الجهات
من دون أن تخرجَ بيضاءَ
في محرابِ التسابيح
ففصوصُ الزندقةِ أعمُ من عقيقِ التراتيل ،
غاصت ناصيتكَ المجعّدة
بحثًا عن لؤلؤٍ ومرجان
لسعتكَ طحالبٌ وخدشت حياءكَ زعانفٌ
في بقعةٍ شحَّ فيها النعيمِ ..
تحدّقُ في وهجِ الشّمسِ بطراً
فصعقتَ ببريقِ الارتقاءِ
تشهدُ مُدُنكَ القائمةُ على التشرذم
أنا لستُ أولَ شريد في مواسمِ الهبوبِ ،
منْ قالَ لك
أنّكَ أيقظتَ الدهشةَ في محاجرِ الفناجين ،
أنتَ … أيّها الغدُ العاري مني
متى تقتلعُ الهلعَ من قفارِ وجودكَ
لقد استشعرتِ البذورُ بارتكابِ بالذنوب ،
اقرأني كأيةِ تميمةٍ لأرضٍ يوحشها الودق
إن سقاكَ الوجعُ من كأسِ الندمِ
على إني لم أك النديم المنضبط ،
علمتُكَ قراءةَ الإشارات
لغاية اليومِ صوتُ الركامِ لن تقهقهره الإذاعات ،
قد يتراءى للنجم الذي دنا
أنّ الصبحَ أوقظَ الحلمَ وفات
ما زلتَ أنتَ تأخذني إلى بحرِ الشبهات ،
علقني كسبعةِ عيونٍ
على دارِكَ المسكونة بأشباحِ الأناث..
مزارعُ لسانك مكتظةٌ
بفاكهةٍ محمرةِ الوجنتين
من لمسِ الفراشات
سلالُ الثرثرةِ تملأ الأسواق
بالمجانِ يأخذُ منها الأصم والعميان ،
موسمكَ لم يبتهل مستهلَ الحديث
للجمراتِ دونك تتأهبُ حنايا الفؤادِ
أُخبركَ بأنّ الشغافَ حطّمَ أسوارها الاشتياق ،
النايُ تسكته الأناملُ السُمر ،
تغصُ النغمةُ في بوقِ المحن ،
يذبحني فكرُ الضجيجِ بسيوفِ السكون
وتقطّعُ أوصالَ الحنينِ خناجرُ الظنّ ..
أنا سمكةٌ عانسٌ تحلمُ بحريةِ الشباك
ها قد مللتُ الخوضَ في دَورِ السبات ،
يا حوذي الضفاف
لا تسرج النّهرَ … اللّجامُ بيدِّ الجريان ..
يا شراعَ الهروبِ
اخلعْ من أعماقي القصيدةَ البكماء ..
يا مسافةَ الغرق
امنحيني شهقةَ النداءِ ،
متى تنجلي هزائمُ الحواسِ
من أغاني القناديل الخافتة ،
مرساةُ نشيدكَ باتت تفرُّ منه جبابرةُ الظنِّ
أوشكَ التأنيبُ أن يدقَّ مكامنَ الضمير
أحتاجُ لحظةَ هدوءٍ
كي أستعيد وضعي
إلى ما بعد الأخير ..
———————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٤ - ٥ -٢٠
———————
توارت تمتماته على حينِ غرةٍ
بعدما كانَ واقفاً على أقدامي
قلت وحنجرتي تبلعني ،
لو أوصدتَ البابَ
لما حرّكَ القبضةَ اللصوص ..
ولو أغلقتَ الشبابيك
لما أجتازَ الشتاءُ
وينثُّ عليكَ الزكام ..
استشرعتْ أياديكَ نحو الجهات
من دون أن تخرجَ بيضاءَ
في محرابِ التسابيح
ففصوصُ الزندقةِ أعمُ من عقيقِ التراتيل ،
غاصت ناصيتكَ المجعّدة
بحثًا عن لؤلؤٍ ومرجان
لسعتكَ طحالبٌ وخدشت حياءكَ زعانفٌ
في بقعةٍ شحَّ فيها النعيمِ ..
تحدّقُ في وهجِ الشّمسِ بطراً
فصعقتَ ببريقِ الارتقاءِ
تشهدُ مُدُنكَ القائمةُ على التشرذم
أنا لستُ أولَ شريد في مواسمِ الهبوبِ ،
منْ قالَ لك
أنّكَ أيقظتَ الدهشةَ في محاجرِ الفناجين ،
أنتَ … أيّها الغدُ العاري مني
متى تقتلعُ الهلعَ من قفارِ وجودكَ
لقد استشعرتِ البذورُ بارتكابِ بالذنوب ،
اقرأني كأيةِ تميمةٍ لأرضٍ يوحشها الودق
إن سقاكَ الوجعُ من كأسِ الندمِ
على إني لم أك النديم المنضبط ،
علمتُكَ قراءةَ الإشارات
لغاية اليومِ صوتُ الركامِ لن تقهقهره الإذاعات ،
قد يتراءى للنجم الذي دنا
أنّ الصبحَ أوقظَ الحلمَ وفات
ما زلتَ أنتَ تأخذني إلى بحرِ الشبهات ،
علقني كسبعةِ عيونٍ
على دارِكَ المسكونة بأشباحِ الأناث..
مزارعُ لسانك مكتظةٌ
بفاكهةٍ محمرةِ الوجنتين
من لمسِ الفراشات
سلالُ الثرثرةِ تملأ الأسواق
بالمجانِ يأخذُ منها الأصم والعميان ،
موسمكَ لم يبتهل مستهلَ الحديث
للجمراتِ دونك تتأهبُ حنايا الفؤادِ
أُخبركَ بأنّ الشغافَ حطّمَ أسوارها الاشتياق ،
النايُ تسكته الأناملُ السُمر ،
تغصُ النغمةُ في بوقِ المحن ،
يذبحني فكرُ الضجيجِ بسيوفِ السكون
وتقطّعُ أوصالَ الحنينِ خناجرُ الظنّ ..
أنا سمكةٌ عانسٌ تحلمُ بحريةِ الشباك
ها قد مللتُ الخوضَ في دَورِ السبات ،
يا حوذي الضفاف
لا تسرج النّهرَ … اللّجامُ بيدِّ الجريان ..
يا شراعَ الهروبِ
اخلعْ من أعماقي القصيدةَ البكماء ..
يا مسافةَ الغرق
امنحيني شهقةَ النداءِ ،
متى تنجلي هزائمُ الحواسِ
من أغاني القناديل الخافتة ،
مرساةُ نشيدكَ باتت تفرُّ منه جبابرةُ الظنِّ
أوشكَ التأنيبُ أن يدقَّ مكامنَ الضمير
أحتاجُ لحظةَ هدوءٍ
كي أستعيد وضعي
إلى ما بعد الأخير ..
———————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٤ - ٥ -٢٠