قارورة وفه
جنني هواك من حيث لا ادري
وهذي دموعي علّها تَغسلُ العنا *** على فقْدِ منْ كانتْ بها الروضُ يُورقُ
تركتِ بهذي الدار ِ أهلاً وصحْبة ً *** جميعهمُ من بعد فقدك ِ فُرّقوا
سأبكيكِ شعْرا من دموعِ قصائدي *** وأَمضي إلى بحر ِ الأسى فيهِ أغرقُ
شــريفةُ ولّتْ نجمة عفرية *** فلا نورُ في ليلاتنا يتألقُ
لقدْ سَكَنَتْ في اللحدِ سيدة الرؤى *** فقلبي من الفقْدِ العظيمِ ممزّقُ
بأي قصيدٍ سوف أرثي قصيدة ً *** سماوية ً فيها البديعُ يُحلّقُ
بها القمران ِ الرائعان تجاورا *** فأبصرْ سناءً شعّ حينَ تُحدّقُ
شريفةُ يغفو الشعر في عمقِ بحرها *** وتُخرجهُ درّاً إذا هيَ تنــطقُ
يضيء جبينُ الشعر من خطراتِها *** ومن ماسها الشعري كم يتأنقُ
هي الجدولُ الجاري يفيضُ روائعا *** لينهلَ منه الظامئون َ ويستقوا
لقد كانت الأشعار تخطب ودّها *** نبية شعر للمعاني تنسّقُ
مشينا بُعيد الفقد لم نلق شاطئا *** وليس لدينا حين نبحر زورقُ
فيا ربّ ألهمْ إخوةً وأحبّةً *** سلوّا وشعراً صار بالنأي يُخنقُ .