قارورة وفه
جنني هواك من حيث لا ادري
أخي جعفراً يا رواءَ الربيـعِ إلى عَفِنٍ بـاردٍ يُسْلَـمُ ويا زهرةً من رياضِ الخلـودِ تَغَوَّلها عاصـفٌ مُـرْزِمُ ويا قَبَساً من لهيبِ الحيـاةِ خَبَا حينَ شَـبَّ له مَصْرَمُ ويا طلعةَ البِشْرِ إذ ينجلـي ....ويا ضِحكةَ الفجرِ إذ يَبْسِمُ لثمتُ جراحَـكَ في "فتحـةٍ" ....هي المصحفُ الطهرُ إذ يُلْثَمُ وقبّلتُ صدرَكَ حيث الصميمُ مِنَ القلبِ مُنْخَرِقَاً يُخْرَمُ وحيث تلوذُ طيـورُ المُنـى.... بهِ فهي مُفزعةٌ حُوَّمُ وحيث استقرّت صفات الرجال وضَمَّ معادنَها مَنْجَمُ ورَبَّتُ خـدَّاً بماء الشبـابِ يرفّ كما نَوَّرَ البُرْعُمُ ومَسَّحْتُ مـن خِصَـلٍ تَدَّلي.... عليهِ كما يفعل المُغْرَمُ وعلّلتُ نفسي بذوبِ الصديـدِ كما عَلَّلَتْ وارداً زمزمُ ولَقَّطتُ مـن زبَدٍ طافـحٍ ....بثغرِكَ شهداً هو العَلْقَمُ وعَوَّضتَ عـن قُبلتي قُبلـةً ....عَصَرْتَ بها كلَّ ما يُؤْلِمُ عَصَرْتَ بها الذكرياتِ التي.... تَقَضَّتْ كما يَحْلُمُ النُّوَّمُ أخي جعفراً إنَّ رَجْعَ السنينِ بَعْدَكَ عندي صدىً مُبْهَمُ ثلاثـونَ رُحْنَا عليها معـاً ....نُعَذَّبُ حيناً ونستنعِمُ نُكافِـحُ دهـراً ويَسْتَسْلِمُ ...ونُغْلَبُ طَوراً ونَستَسْلِمُ . أخي جعفراً إنَّ عِلْـمَ اليقيـنِ أُنَبِّيكَ إنْ كُنْتَ تَسْتَعْلِمُ صُرِعْتَ فحامَتْ عليكَ القلوبُ وخَفَّ لكَ الملأُ الأعظمُ وسُدَّ الرُّواقُ فـلا مَخْـرجٌ ....وضاقَ الطريقُ فلا مخْرمُ وأَبْلَغَ عنكَ الجنـوبُ الشَّمالَ وعَزَّى بكَ المُعْرِقَ المٌشْئِمُ وشَقَّ على "الهاتفِ" الهاتفونَ وضَجَّ من الأسْطُرِ المِرْقَمُ تعلَّمْتَ كيفَ تموتُ الرجالُ وكيف يُقَامُ لهم مَأتَمُ وكيفَ تَجُرُّ إليكَ الجمـوعَ كما انْجَرَّ للحَرَمِ المُحْرِمُ