ام بــﯧْــڵــڛــان
من أهلنا
وأسعد الله أوقاتكم
يسرني اليوم أن أطرح موضوعاً متواضعاً
وارجو أن يكون موضوعي هذا مفيداً ويعالج ظاهرة من ظواهر العصر التي اصبحت داءاً خبيثاً
"حياتُكَ الشخصية على الهواء المباشرة"
أو بعبارة أخرى "أسرارُك الشخصية على الهواء مباشرة وأمام الجمهور"
يرفع عنها الغطاء ويسلط عليها الضوء فيراها الكبير والصغير .. الغني والفقير .. العالم والجاهل .. الغريب والقريب
منذ القديم اعتدنا أن الاسرار تُفشى من قبل شخص يريد سوءاً بصاحب السر ولكن ماذا لو كان مفشي السرّ هو نفسه صاحبه؟
وهذا ما يحدث في مجتمعنا اليوم للأسف فتتباهى الناس بأسرارها وهي تنتقل من لسانٍ لآخر.
كيف ذلك؟
تجتمع الأُسر أمام التلفاز عند التاسعة مساءاً تنتظر بحماس وتلهف لتشاهد برنامجاً فريداً من نوعه كُتبت فيه عناوين فرعية بالخط العريض مسطرة بخط أحمر "فضيحة فلان" "تابعوا اسرار فلان" ويأتي الضحية (كما يزعمون) سواءا كان رجلاً أم امرأة ليسرد على العامة حياته الشخصية
من اسرار زوجية ومن علاقات اسرية ومن رابطة صداقة وعلاقات عمل ليكشف المستور في نظره ويضع النقاط على الحروف
ولكنه يفضح عرضه .. يقطع رحمه .. يطعن صديقه بكلمة واحدة أمام الملايين من المشاهدين.
ابناءٌ يجتمعون أمام الشاشة بوقاحة ليحاربوا أباهم وينعتونه بأسوء الأخلاق والصفات يطلبون ارثاً او حياة مترفة بكل جرأة
زوجة تشتكي من زوجها وتذكر تفاصيل خيانته بالتفصيل الممل كأنه غريب عنها ولا يرتبط إسمها بإسمه
واخرى تحكي مشاكلها العائلية وما تعانيه مع حماتها وأخواتِ زوجها (وكأنها مشكلة فريدة من نوعها يجب أن تعرض على التلفاز)
وزوج يذكر زوجته الخائنة وينشر صورها المخلة بالحياء ويتحدث عنها بأبشع الصفات التي يشمئز منها القلب
وشاب يتحدث عن علاقته المشبوهة بإحدى صديقاته بكل فخر وبكل تفاصيلها ويريد حلاً لها
مهلاً إلى أين؟؟ لقد أخطأتم المكان "يقولون ضع سرك في بير" مهلا إنكم على الهواء مباشرة ولستم داخل البئر العميق الذي يدفن الاسرار
أين الحياء وأين
وأين الستر على عورات البشر؟ حتى ولو كان الشخص عاصيا فبأي حق تفضح معصيته؟ هل أنت من خلقته؟ هل أنت من تحاسبه؟
إذا كان الله عز وجل يغفر لعباده ويعتبر التائب من الذنب كمن لا ذنب له فكيف بك أنت كعبد ضعيف أن تفضح والدك ورضاه مفتاح باب الجنة؟
كيف تفضحين زوجك وكيف تفضح زوجتك وهي كانت عرضك وشرفك؟ هل تتحدث عن شرفك بكل شجاعة أمام الملايين لتمثل دور
البطل؟ أم دور المغدور؟ أم دور الضحية؟
هناك عدّة طرق لحلّ المشاكل مهما كان نوعها بعضها بالحوار وأخرى بالانفصال واخرى باللجوء للقضاء وحتى ولو كانت بالشجار ولكن ليس أمام جميع البشر تتحدث عن اسرارك .. بما أن الله سترك فلما تريد أن تفضح نفسك؟
فكم تشمئز نفسي حين ارى نساءاً يتشاجرن على الهواء مباشرة ويتبادلن الشتائم والسب دون حشمة أو حياء
ألهذا الحد انقرض الحياء من مجتمعنا؟ واصبح التحدث عن المعاصي أمراً هيناً؟
لا أعلم بفعلهم هذا إن كانوا يريدون الشهرة أو الظهور على شاشات التلفاز أو الانتقام أو ليخبروا العالم أننا نعيش في مجتمع منحل أخلاقيا؟
ولكن ما أدركه أنها موضة العصر
فلا عجب أن نرى مستقبلا صغار يدرسون في المرحلة الابتدائية يلجؤون للإعلام لنشر شجارهم حول الأدوات المدرسية
وغيرها من المواقف السخيفة والتافهة للاسف
إذا أردنا تسليط الضوء على ما يعانيه المجتمع فهناك عدة ظواهر اجتماعية تحتاج الظهور على شاشات المنتديات .. كأسرة فقيرة لم تذق طعم الخبز
منذ ايام فربما يلطف بهم ذوي القلوب الرحيمة، أو مريض على فراش الموت يحتاج عملية جراحية، أو شاب يريد الزواج ولكن لا يستطيع
تحمل تكاليفه، هذه هي المواضيع التي يجب أن يراها الشعب ويستمع لها الملايين ليعم التعاون بينهم والتضامن ولنيل الاجر والثواب في الأخير
وبالتالي لمناقشة هذا الموضوع ومعرفة آراء أهل منتديات شباب الرافدين الكرام والاستفادة منها سأطرح بعض الاسئلة الفرعية :
مارأيكم بمثل هذه الظاهرة؟
وما اسباب ظهورها؟
أو تواجدها في مجتمعنا؟
وهل تعتبر ظاهرة ايجابية من خلالها يصل صوت المظلوم ويكشف الظالم على حقيقته؟
أم أنها مجرد وسيلة لهتك حرمات الناس واستقطاب عدد كبير من المشاهدين؟
أكتفي بهذه الاسئلة وأترك لكم المجال للمناقشة
بالتوفيق للجميع
تحياتي ام بيلسان