سارة البابلية
عٍـسلُِ آلُِشُبَـآبَ♔
- #1
5.00 نجوم
1 تقييم
- المقيّمين
تره ابن ْ هَرمَه صَار دَفتردار "1 "
يُضرب ُ للرجُل ِ الجاهل ِ يُسعده ُ الجد ، ويخدمه ُ الحظ ، فيصل ُ الى ما لم يكن ْ في حُسبانه ِ ، وينال ُ مالم يكن يحلم ُ به ِ .
وأصله ُ :
أن " ابن هَرمَه " كان َ أحد َ " المطيرچيه " المشهورين ، والــــ " شقاوه " المعدودين ، في بغداد . كان َ لايُحسن ُ (( من أمور الدنيا )) غير َ الاعتداء ِ على الناس ، وأخذ ِ " الخاوَه " منهم . وكان َ يتصل ُ بالوالي بحُكم كونه " شقاوَه " ، يستفيد ُ منه ُ الوالي في التنكيل ِ بأعدائهِ ، وارهاب ِ خُصومه ِ .
وفي ذات ِ يوم ٍ مات َ " الدفتردار " فشغَر َ منصبه ُ ، ولم يجد ِ " الوالي " مَن يُشغل ذلك َ المنصب َ . فأرسل الى " ابن هَرمَه " يستدعيه . فلما حضر َ ، قال َ له ُ : " ولك ِ ماتجي اسَويك دَفتردار ؟ .. " فقال " ابن ُ هَرمَه " : مولانا ... يا دفتر دار ؟ ... آني ما اعرف غير الشقاوَه وغير الطيور ، واتعدى عَالناس !! ... " فقال الوالي : " ولك هاي شكو بيها ؟ ... غير ورقه وتُمهُرها بالمـُهر حَسب ما اگلك آني ... وكل راس شهر تُقبَض عَشر ليرات ذهب ... " فقبل َ " ابن هَرمَه " ذلك َ المنصب َ الخطير َ على مَضض ٍ .
وتغير َ حال ُ " ابن هرمَه " فلبس َ " زبون الشاهي " ، و " " لابچين أبُو سَبع جزات " و "دميري شعري " . ووضع َ في صدر ِ " الزخمَه " " ساعة ام الطمغه" تتدلى بسلسلة فضية ً بديعة ً . وصار َ يسير ُ خلفه ُ خادمان ، أحدهما يحمل ُ " الشطب " ، والآخر ُ يحمل ُ " مهفايه يهفي بيها لحضرة ِ الدفتردار ... " .
وذات َ يوم ٍ كان َ " ابن هرمَه " يَجلس ُ بجانب ِ الوالي في " عربانته الخاصه " ، وهما يعبران " جسر العتيگ " ، فصادفت العربة ُ " جنازه " قادمه من "صوب ِ الكرخ " فلم يكد يراها "ابن هرمه " حتى استأذن من َ "الوالي " ونزل َ من العربة ِ ، وطلب َ من حاملي " الجنازه " انزالها . فأنزلوها احتراما ً للـــــ " دفتردار " . فأمر َ برفع ِ غطاء الصندوق ، واقترب َ من الميت ِ فوضع َ فمَه ُ قرب َ اذنِ الميت ِ ، وتمتم َ ، بضع َ كلمات ٍ . ثم نهَض َ وأمر َ المشيعين َ بمواصلة سيرهم ، ورجع َ الى العربة فجلس َ بجانب " الوالي " .
وكان َ " الوالي " يَتَحرق ُ شوقا ً الى معرفة ِ ما يفعل ُ " ابن هرمَه " . فلم يكد يعود ُ حتى بادره ُ " الوالي " بسؤاله : " هاي شعندك ؟ .. شسويت ؟ ... " . فقال َ ابن هرمه : " والله مولانا الوالي ..دزيت بيد هذا المرحوم رساله للآخره ... گتله اذا شفت احد هناك بدربك من العُلماء ... الفقهاء ... ولد الأوادم .. أبناء العَوائل ... اليفتهمون ، گول الهم : بعَد لا تتأسفون عالدنيا ... وزين سويتوا متوا ... تره الدنيا صارت طرطره وبعد ماتسوه .. [ تره حتى ابن هرمه صَار دفتردار ] .. وبعد عدكم الحساب .. " .
فذهب َ قوله ُ مثلا ً .
"1 " : الدفتردار : من المناصب المهمه في ديوان الوالي في الزمن العثماني . ويقوم الدفتردار بأعمال ٍ كثيرة من أعمال الوالي . ويشبه ُ منصبه منصب َ " أمين السر " أو " السكرتير " اليوم .
يُضرب ُ للرجُل ِ الجاهل ِ يُسعده ُ الجد ، ويخدمه ُ الحظ ، فيصل ُ الى ما لم يكن ْ في حُسبانه ِ ، وينال ُ مالم يكن يحلم ُ به ِ .
وأصله ُ :
أن " ابن هَرمَه " كان َ أحد َ " المطيرچيه " المشهورين ، والــــ " شقاوه " المعدودين ، في بغداد . كان َ لايُحسن ُ (( من أمور الدنيا )) غير َ الاعتداء ِ على الناس ، وأخذ ِ " الخاوَه " منهم . وكان َ يتصل ُ بالوالي بحُكم كونه " شقاوَه " ، يستفيد ُ منه ُ الوالي في التنكيل ِ بأعدائهِ ، وارهاب ِ خُصومه ِ .
وفي ذات ِ يوم ٍ مات َ " الدفتردار " فشغَر َ منصبه ُ ، ولم يجد ِ " الوالي " مَن يُشغل ذلك َ المنصب َ . فأرسل الى " ابن هَرمَه " يستدعيه . فلما حضر َ ، قال َ له ُ : " ولك ِ ماتجي اسَويك دَفتردار ؟ .. " فقال " ابن ُ هَرمَه " : مولانا ... يا دفتر دار ؟ ... آني ما اعرف غير الشقاوَه وغير الطيور ، واتعدى عَالناس !! ... " فقال الوالي : " ولك هاي شكو بيها ؟ ... غير ورقه وتُمهُرها بالمـُهر حَسب ما اگلك آني ... وكل راس شهر تُقبَض عَشر ليرات ذهب ... " فقبل َ " ابن هَرمَه " ذلك َ المنصب َ الخطير َ على مَضض ٍ .
وتغير َ حال ُ " ابن هرمَه " فلبس َ " زبون الشاهي " ، و " " لابچين أبُو سَبع جزات " و "دميري شعري " . ووضع َ في صدر ِ " الزخمَه " " ساعة ام الطمغه" تتدلى بسلسلة فضية ً بديعة ً . وصار َ يسير ُ خلفه ُ خادمان ، أحدهما يحمل ُ " الشطب " ، والآخر ُ يحمل ُ " مهفايه يهفي بيها لحضرة ِ الدفتردار ... " .
وذات َ يوم ٍ كان َ " ابن هرمَه " يَجلس ُ بجانب ِ الوالي في " عربانته الخاصه " ، وهما يعبران " جسر العتيگ " ، فصادفت العربة ُ " جنازه " قادمه من "صوب ِ الكرخ " فلم يكد يراها "ابن هرمه " حتى استأذن من َ "الوالي " ونزل َ من العربة ِ ، وطلب َ من حاملي " الجنازه " انزالها . فأنزلوها احتراما ً للـــــ " دفتردار " . فأمر َ برفع ِ غطاء الصندوق ، واقترب َ من الميت ِ فوضع َ فمَه ُ قرب َ اذنِ الميت ِ ، وتمتم َ ، بضع َ كلمات ٍ . ثم نهَض َ وأمر َ المشيعين َ بمواصلة سيرهم ، ورجع َ الى العربة فجلس َ بجانب " الوالي " .
وكان َ " الوالي " يَتَحرق ُ شوقا ً الى معرفة ِ ما يفعل ُ " ابن هرمَه " . فلم يكد يعود ُ حتى بادره ُ " الوالي " بسؤاله : " هاي شعندك ؟ .. شسويت ؟ ... " . فقال َ ابن هرمه : " والله مولانا الوالي ..دزيت بيد هذا المرحوم رساله للآخره ... گتله اذا شفت احد هناك بدربك من العُلماء ... الفقهاء ... ولد الأوادم .. أبناء العَوائل ... اليفتهمون ، گول الهم : بعَد لا تتأسفون عالدنيا ... وزين سويتوا متوا ... تره الدنيا صارت طرطره وبعد ماتسوه .. [ تره حتى ابن هرمه صَار دفتردار ] .. وبعد عدكم الحساب .. " .
فذهب َ قوله ُ مثلا ً .
"1 " : الدفتردار : من المناصب المهمه في ديوان الوالي في الزمن العثماني . ويقوم الدفتردار بأعمال ٍ كثيرة من أعمال الوالي . ويشبه ُ منصبه منصب َ " أمين السر " أو " السكرتير " اليوم .