• منتديات شباب الرافدين .. تجمع عراقي يقدم محتوى مميز لجميع طلبة وشباب العراق .. لذا ندعوكم للانضمام الى اسرتنا والمشاركة والدعم وتبادل الافكار والرؤى والمعلومات. فأهلاَ وسهلاَ بكم.

رواية صديقي ورحلة كفاح مستقبلي

الإهداءات
  • زهور من من قلب الزهور❤️:
    يارب العوض عن كل شعُور أثقل القلب ✨
  • زهور من من قلب الزهور✨:
    ... ما أبسطنا وما أصعب كل شيئ....
2020-01-10
2,242
البيت
جوهرة
დ2,011
الجنس
أنثى



منذ نصف ساعة وهو أمام المرآة يرتب هندامه جيداً فقد تعب جداً خلال الأشهر المُنصرمة ليجد مثل هذه الوظيفة المرموقة بشركة ذاع صيتها وانتشر خلال السنواتِ الأخيرة..
قاطع عمله المهم صوت أمه تصرخ عليه من المطبخ:محمد ي بني الساعة تخطت التاسعة...وأنت لسى ما رحت ع مقابلتك!
ثم باغتته صورتها وهي وراءه وفجاءة ضحكت وقالت:يا بني قاعد ساعة قدام المراية .. اختك سوسن ما بتاخذ الوقت الي انت بتاخذه..همّ بدوروا على الخبرات مش ع الشكل...ثم لمعت عيناها قائلة:أساساً هم يحصلوا راجل كدة نفسك ويرفضوه..جمال وأخلاق وشهادة بأفضل جامعة فيکِ يا بلد؟!
أعصابه كانت متوترة جِداً ولم يُلقِ بالاً لمِزاحها...وأخيراً أنهى ما كان يفعله ب إغراق نفسه بنصف عبوة العطر أو ما يزيد..التفت على أمه قائلاً:شكلي كدة تمام؟!
اقتربت منه ومنحته قبلة رضا على جبينه قائلة:توكل على الله ي بني...ما تنسى الاذكار عشان ربنا يفتحها بوجهك..
قبل يداها وهبّ راكضاً كي لا تفوته المقابلة..وقبل أن يخرج من باب المنزل التفت قائلاً:دعواتکِ أمي..
نظر إلى ساعة يده فوجد أن الوقت المتبقي بالكاد يكفي مسافة الطريق...هبّ راكضاً ويا للعجب كان الشارع فارغاً من أي سيارة أجرة..لا يسير فيه الا من بعض المشاة..لم يكن عنده حل سوى الركض على أمل أن يجد سيارة في الطريق التالي...ولسوء حظه لم تتوقف ولا سيارة له...نظر إلى ساعته فإذا بالعقارب تسابقه ولم يبقَ بحوزته الا عشر دقائق...ذهب كل حماسه أدراج الرياح واستوطن الحزن أعماق قلبه ها هو قد خسر العمل قبل أن تطئ قدماه الشركة حتى..وفجاءة توقفت أمامه سيارة من الطراز الحديث...وذُهل عندنا سمع صوتاً مألوفاً يصرخ:أحمد؟!
نظر إلى صاحب السيارة..ويااا للعجب إذ به صديقه أنس الذي اغترب منذ ست سنوات للدراسة خارج المدينة ...وبعد خمس دقائق من العناق والسؤال عن الحال...
خاطبه انس:ما هذه الثياب يا رجل...آخر مرة شاهدتك مرتديها في زفاف صديقنا قاسم!
وفجاءة تذكر لما كان يركض فقال لصديقه:أنس هل توصلني لشركة**
لدي مقابلة عمل ولم يبقَ الإ خمس دقائق.
قال أنس بحماس:ماذا...لقد أسعدتني يا رجل..وأنا أيضاً ذاهب لهناك هيا دعنا لا نضيع المزيد من الوقت سنتحدث في الطريق.
شعر محمد بالسعادة الغامرة...ما زالت لديه الفرصة للعمل في تلگ الشركة التي طالما تمنى العمل فيها...عندما وصلا إلى الشركة...تبادل كل منهما الإبتسامات وكلمات التشجيع..ولكن بعد نزولهما من السيارة بثوانٍ تبدل الحال...قاطع طريقهما رجل ممسك بسكين حادة...وقال بصوته الغليظ: توقفا.
نظرا اليّه ولم يستطيعا التعرف على ملامح وجهه لأنه كان يغطيها وراء قناع..وعندما رآهما يستعدان العراك...قال بصوته الغليظ:توقفا لانكما ستدخلان معي في معركة خاسرة..
استفز كلامه أنس كثيراً فهجم عليه مُسدداً لكمة لوجهه...ولكنه فوجئ عندما استطاع المقنع الامساگ بيده وتسديد طعنة بسكينه الحاد..
أخذ أنس يتلوى وجعاً ولم يستطع الحراک من الألم الذي غزا يده!
حينها التفت المقنع ل محمد:لا أريد سوى الحديث معك...إن لم تفعل سأتخلص منگ ومن صديقگ حالاً.
ارتبك محمد فهو وإن كان يمتلك أساسيات الدفاع عن النفس..الإ أنه يعلم أن معركته ضد المقنع خاسرة ...طالما يمتلك هو سكين
سمع صديقه أنس يقول:محمد لا تذهب معه..اااه...أنت..ااه..لا تعلم ماقد سيحد اااااه..
لم يستطع إكمال حديثه .. لان المقنع وجه له لكمة موضع الجرح..
التفت محمد عله يجد أحدهم لطلب المساعدة ولكن الطريق كان خالٍ فلم يمتلك سوى خيار الموافقة عله بذلك ينقذ صديقه ونفسه من هذا المقنع المجنون..
أنا موافق.
أنا موافق..
صرخ صديقه أنس قائلاً:محمد دع جنونگ..ولا تذهب مع هذا اللعين..گفاگ ااااااه..
ركلة قوية كانت من نصيبه من قِبل المقنع ليُخرس كلماته...التفت المقنع بعدها إلى محمد قائلاً بلطف غريب:عزيزي محمد لا تستمع لكلام هذا الوضيع..صدقني لن أؤذيك..ثم مسگ يده جاراً إياه دون إعطاؤه فرصة واحدة للإستفسار عن شيء..
على قارعة الطريق كانت هناگ سيارة مركونة...ركبها المقنع أولاً...تاركاً لمحمد أخيراً فرصة الهرب أن أراد...فالمتبجح هذا يعلم أن محمد أن يهرب ولاسيما بعد تصرفه الغريب ذاك...لو كان يريد أذيته لفعل...إذاً ماذا يريد منه..قاطع حبل أفكاره ذاگ المقنع فاتجاً للباب الذي بجانبه قائلاً:فلتصعد الآن!
رمقه محمد ببعض النظرات...و ولج السيارة لم ينتظر ثانية وقال:من أنت؟!
ضحكة سخرية أطلقها المقنع...گأنها الإجابة عن سؤاله أو ربما أراد له أن يموت غضباً وحيرة..
أدار المقنع محرك السيارة وبدأ يقودها بهدوء...عندها جن جنون محمد ماذا يظن هذا المغفل نفسه فاعل هل يظنه سيصمت للأبد؟!
عندها صرخ به قائلاً:من أنت يا هذا...كفاگ عبثاً اوتظنني سأصمت وادعك تختطفني...أنا حتى لا املك المال... كنت في طريقي الى...
صمت محمد للحظات ونظر إلى ساعته فإذا بها تتجاوز العاشرة..
عندها فقط جُن جنونه وصرخ قائلاً:الشركة هيه أنت أيها اللعين لقد أفسدت كل شيء...تأخرت عن المقابلة بسبك...فقدت عملي قبل أن أكسبه..
وفجاءة أخذ يدفع المُقنع عن كرسي القيادة تارة ويضربه تارة أخرى...إلى أن فقد المقنع سيطرته على السيارة واصتطدمت بأحد الجُدر...ولحسن الحظ كان الطريق خالٍ حتى من المارة..فلم يشهد أحدهم الجنون الذي حدث قبل قليل...اصتطدم رأس محمدبالزجاج وجُرحت جبهته...عندما رأى الدماء صرخ قائلاً:ي الهي كدت أن اقتل على يد خاطف مجنون الأ يكفيگ يا هذا أني بسببگ خسرت الوظيفة..
قاطع صراخه صوت المُقنع قائلاً:أنا حقاً آسف لم أقصد ذلگ أنت من أفقدتني السيطرة على نفسي أثناء القيادة..هل أنت بخير أخبرني هل تؤلمك جبهتگ!
وبينما المُقنع مشغول بسؤاله عن حاله امتدت يد محمد ونزعت القناع...وعندما أزاله صُدم وتراجع بجسمه للوراء...وسأل بقلق:م...من أنت...ماذا تُ..ري..د؟!
ابتسم حينها المقنع قائلاً:صدقني يا محمد لم أرغب ب إخافتگ ولكنك كما عهدتك متسرع...لن تترك لي فرصة أبداً للشرح..
صرخ به محمد:أخبرني من أنت...ولم أنت تشبهني لهذه الدرجة...بل من أين تعرفني أنا حقاً.
قاطعه المقنع قائلاً:تؤ تؤ...صراحة لم اتوقعها منگ يا محمد...ألم تعرف من أكون...او بالأحرى ألم تتعرف عليك؟
صُدم محمد ولم يستطيع أن ينطق ببنت شفة ما الذي يحصل...وبماذا يتفوه هذا المعتوه...مرت دقيقتان لم يستطع أحدهما الكلام فيها...استغلها محمد بالنظر لوجه غريمه...بالنظر بالموضوع هو نسخة عنه حتى أنه يمتلك نفس الشامة بنفس الموضع...حينها قال متردداً:هل أنت..؟!
قاطعه المقنع ضاحكاً:لا لست أخاگ من أباگ...ألم تقتنع بعد أن محمد من المستقبل...ماذا يمكنني أن أفعل لتصدق؟!
صمت محمد فهو لحتى الآن مصدوم...بل غير مصدق القصة بالكامل.
عندما شاهد المقنع حيرته قال:حسناً أنت محمد كامل...كنت تود بشدة الدراسة بالخارج ولكن الحالة المادية لم تسمح بذلك..تمتلك اخت واحدة...توفي والدك بعد سنتان بحادث سير!
ضحك عندها محمد بسخرية:أتظن بأني سأصدق لمجرد أن غريب عرف هذا المعلومات التي يمكن لأي شخص استكشافها...لقد صدقتك يا محمد المستقبلي...ههههه
عندها المقنع نظر إليه نظرة ثاقبة وقال:تمتلك فوبيا من الأماكن الضيقة ولا أحد يعلم ذلك... بالمناسبة صديقك الأحمق أنس هو شريك في تلگ الشركة...و
صرخ محمد قائلاً:ماذا تقول لقد أخبرني بأن لديه مقابلة عمل أيضاً...أيها الكاذب هل تريد إفساد حياتي هيا دعني وشأني والإ سأقتلگ..
نظر إليه من يدعي بأنه هو من المستقبل...ابتسم وقال:آسف على كل هذه الصدمات...صدقني سأساعدك في كل شيء وسنتلافى معاً أخطاء الماضي...لن أضغط عليك ساوصلك لمنزلگ الآن!
قبل محمد بهذا فهو لا يمتلك أي طاقة بعد كل هذه الحماقة التي حدثت...وللعجب أوصله للمنزل دون أن يخبره مكانه...وقبل أن ينزل من السيارة...أخبره محمد المستقبلي:سآراگ غذاً في المشفى!
قفل محمد الباب ؤأقوى ما لديه وأخذ يشتمه بسره...ها قد أضاع عمله بسبب أحمق!





لم يستطع محمد النوم ليلتها...أصابه الأرق گيف سيخبر أمه بأنه خسر وظيفة لطالما انتظرها بشغف...گي يستمع لحديث شخص متخلف عقلياً...يدعي بأنه هو من المستقبل ما هذه التفاهة...ولكن الأمر المحير گيف لذلگ الغريب ان يشبهه لهذه الدرجة...وگيف عرف أن أنس أحد الشركاء في هذه الشركة...مهلاً أتصدق ذاگ المعتوه وتكذب صديقگ أنس؟!...يا الهي ماذا أفعل؟!...لم يستطع النوم ليلتها الإ ساعتين...خلالهما تمثل فيها بطل كوابيسه هو...محمد المستقبلي!!
في الصباح الباكر على غير العادة..وجدته أمه مستيقظاً:محمد لقد انتظرتگ البارحة لتطمئن قلبي لكنك تأخرت.
ثم ضحكت بسعادة:من الواضح أنك قُبلت ولهذا أنت مستيقظ الحمد لله...واطلقت زغرودة وتابعت قائلة:سأذهب لِ أبشر اختگ..وأم جميل تلگ التي رفضت أن تتزوج ابنتها لأنك لا تمتلك عمل...أنا متأكدة أنها ستموت غيظاً وتعض على أصابعها ندماً وأيض..
قاطعت كلامها عندما سقطت عيناها على ابنها الذي يبدو واجماً...ما به ي تُرى...مهلاً هل رُفض؟!
تلاشت فرحتها وامتدت يدها لتسقط على كتف شبلها قائلة:ماذا هناك؟!
تهرب محمد من سؤال أمه بتشتيت نظره بعيداً...قبض على يده بقوة ها هو أفسد فرحة أمه الحبيبة...دمعت عيناه لطالما تمنى مثل هذه الوظيفة فقد مل من حالته المادية السيئة تلك...كانت تلگ الوظيفة ستشكل نقلة نوعية في حياته ولكن كل أحلامه انهارت بتدخل ذاگ المعتوه لحياته..
قاطع شروده صوت أمه:محمد بني انظر إليّ...هيا يا شبلي انظر هنا!
لبى محمد دعوة أمه ونظر إلى عيناها...ابتسمت أمه مرتبة على كتفه:محمد يا بني لم ولن يتوقف العالم هنا...هناگ الگثير من الشركات الأخرى أفضل من هذه الشركة...وتذكر بأن الله يعلم أين الخير لگ ردد دائماً اللهمّ لا اعتراض على حكمگ...
ابتسم محمد لأمه وفتح فمه ولكنه أغلقه سريعاً ما الذي يمكنه قوله الآن؟!
أمسكت أمه بيده قائلة:صنعت لگ افطاراً شهياً أنا متأكدة أنه سيعجبك...
بعد تناوله الإفطار...خرج علّه يفرغ تلك الشحنات السلبية...وأخذ يتذگر كلام ذاگ المتبجح...قرر أن يتأكد من گلامه بخصوص صديقه أنس...ذهب رأساً الى الشركة ويا للعجب گان الطريق ممتلئ بالمارة..
عندما ولج الى الشركة بقي مشدوهاً لخمس دقائق أمام جمال تلك الشركة...وأخذ يشتم المقنع المعتوه الذي حرمه من هذه النعمة...قاطع خلوته صوت السكرتير قائلاً:گيف يمكنني مساعدتگ سيدي؟!
قال بثلعتم:حسناً..في الحقيقة أنا أبحث عن أنس محمد**
ابتسم السكرتير قائلاً:أتقصد السيد أنس هل لديك مقابلة عمل؟!
بقي مشدوهاً للحظات ولكنه استدرك الأمر قائلاً:لا...أقصد أنه صديقي
قطب السكرتير حاجبيه فهذه المرة الأولى التي يرى فيها هذا الغريب هنا...أردف قائلاً:اسمك سيدي؟!
اجابه:محمد **
أجرى السكرتير اتصالاً سريعاً...بعدها ابتسم في وجه محمد قائلاً عذراً يا سيدي أنه في مكتبه ينتظرك دعني اوصلك إليه..
في طريقه لصديقه ابتسم وهو يتمنى أن يقدم له صديقه يد العون عله يكسب وظيفة هنا في هذا المكان الباهر...
طرق السكرتير باب غرفة وسمع صوت صديقه أنس من الداخل يقول:تفضل..
ولج محمد الى الغرفة...بالرغم من هذه المفاجأة الصادمة بالنسبة له...الإ أنه كان مسروراً فها هي فرصة قبوله في هذه الشركة تضاعفت..وأخيراً بدأت الحياة تبتسم له..
كان أنس جالساً على مكتبة برفقة رجلان...القى السلام...ولكنه لم يستطع الحديث براحة لان الرجلان يرمقانه بنظرات غريبة
احمم الحمد لله على سلامتك أنس متأسف عمّا حصل لگ البارحة..
قاطعه أنس ضاحكاً بسخرية:انظروا لما يقوله هذا الوضيع...لاني رفضتك أثناء المقابلة البارحة...انتظرتني في الخارج وحاولت قتلي والآن بعدما لم تجد عملاً جئت لتطلب العفو مني..
قاطعه محمد مصدوماً:ما الذي تتفوه به...أنسيت ما الذي حصل عندما تعرض لنا ذاگ المُقنع وطعنك بسكينه ثم اختطفني الأ تذكر؟!
اجابه أنس:تستحق جائزة نوبل على خداعگ أيها الحقير الكاذب المخادع...هل كنت تظن حقاً اني ساوظفك دون مؤهلات لاني صديقك وعندما رفضتك صُدمت وفعلت فعلتك الحقيرة..
اخرج من شركتي الآن هل سمعت اخرج..
صُدم ولم يستطع فعل شيء...أصبح وجهه شاحباً...لم يتحرك قيد أنملة إلى أن جاء السكرتير الذي اتصل به أنس لقذف محمد خارج الشركة..تحت أنظار الموظفين الشامتين به...
أراد الصراخ بكل ما فيه فما يحدث الآن لا يطاق ما الذي يحصل معه...منذ دخول ذاگ الغريب حياته قُلبت رأساً على عقب...فجأة واذ به يلمح تلگ السيارة التي أقلته ذاگ اليوم...ركض إليه بسرعة وفتح الباب المجاور للسائق...وكما توقع وجد محمد المستقبلي يصرخ به قائلاً:هيا اصعد قبلما يرآنا أحد..
نظر محمد الى الطريق فإذا به خال من المارة...صعد إلى السيارة...وصمت فما الذي سيقوله بعد هذه الصدمة...قاطع خلوته صوت محمد المستقبلي يقول:هاتفك؟!
هز رأسه مستغرباً...فأجابه:رسالة ستصل الآن إلى هاتفك من ذاك اللعين!
استغرب محمد والتقط هاتفه وبالفعل بعد دقيقة استلم رسالة من أنس...فتحها صُدم نظر إلى محمد الذي بجانبه..علّه يشرح له فهو بينه وبين الجنون شعرة لا غير..
ابتسم محمد المستقبلي إبتسامة قائلاً:لقد اخبرگ أنه لطالما تمنى الانتقام منك...بعد رفضك طلبه للزواج من شقيقتك...أليس هكذا؟!
أعلم أن الأمر سيكون صادماً لكنگ يا أنا ستتجاوزه...ارتح الآن فهذا اليوم سيكون ثقيلاً عليگ للأسف..
صرخ محمد بعنف:لمَ أخبرني لمَ ظهرت حياتي انقلبت رأساً على عقب ماذا تُريد الآن..
قاطعه صوت غريمه محمد قائلاً:اهدأ اهدأ أنت تعاني من ضعف عضلة في القلب ان استمررت بهذا ستهلك نفسك.
أجابه صارخاً:وماذا بعد هل ستجعلني مصاباً بالسرطان...أنا سليم أتفهم أنا سليم..
تجمهر بعض الناس على هذا الصراخ وقبل أن يقترب أحدهم قذف به محمد المستقبلي خارج السيارة...ثم اختفى!!
صرخ قائلاً:أين ذهبت أيها الوضيع اين انت...صدقني سأقتلك بيدي هاتين...صدقني أيها المخادع الكاذب اللعين...
وصمت لأنه شعر بوخزات من الألم بقلبه حينها خر منهاراً مغشي عليه في الوقت الذي تجمهر الناس حوله..
استيقظ على صوت نبضات قلبه الصادرة من ذاك الجهاز الذي يجاوره...رأى والدته بجواره تبكي قلقاً عليه..
نآادآها:أمي...هبت إليه :گيف أنت ي بني...حسبي الله ونعم الوكيل في ذاك السفيه الذي رفضك... ألم اخبرك يا بني أن كل شيء له حكمة
إلى متى ستبقى هكذا إلى أن ينهار قلبك؟!
أتعلم ماذا أخبرني الطبيب...انك تعاني ضعف من عضلة في القلب...شاب لم يتجاوز السادسة والعشرون من العمر...فما السبب برأيك.
لم يستطع النطق ببنت شفة...ليس تاثراً بكلام والدته...بل هو ما زال مصدوماً ذاگ الغريب توقعاته صحيحة بطريقة مخيفة..
دخل الطبيب إلى غرفته وبدأ بالقيام بالإجراءات الروتينية ثم أخبره قائلاً:سلامتك يا محمد...حالتك مستقرة الآن ولكن يجب عليك البقاء اليوم هنا بالمشفى..للتأكد على سلامتك...فهناك مخاوف بحدوث جلطة نظراً لأن ضعف عضلة القلب تسبق لأغراض دائماً..ولكن والدتگ أخبرتنا انك لم تشكو يوماً منها...
سألت أمه قائلة:ماذا تقول...جلطة...حسبي الله ونعم الوكيل...ألم اخبرك انك ستهلك نفسك...وظيفة ايها الاحمق ليست نهاية العالم!
كم كان شاكراً للدكتور حينما قال:يجب على المريض أن يرتاح...انتهى وقت الزيارة..
حاولت أمه أن تبقى معه ولكن الطبيب كان مصراً على رحيلها...وأخيراً وبعد نصف ساعة من الحوار مع الطبيب اقتنعت وبعد سيل جارف من النصائح رحلت..
وأخيراً هو لوحده الآن حاول أن يرتب أفكاره ولكنه في كل مرة يفشل...وفجأة ظهر محمد المستقبلي من العدم..قائلاً:الحمد لله على سلامتك...ألم تصدقني الآن؟!
كم حاولت أن اخبرك الحقيقة قبلاً كي لا تسوء الأمور إلى هذه الدرجة ولكنك اعتبرت محاولاتي سبباً في تخريب مستقبلك...لن يفيد الكلام الآن ولكن أرجو أن تكون اقتنعت!
نظر إليه محمد قائلاً:إذا كان ما تخبرني به صحيح..لمَ لمْ تخبرني بأن أنس أراد احراجي أمام موظفينه لا غير؟!
أجابته نفسه من المستقبل:حاولت ذلك ولكنك اعتبرت ذلك اختطاف وكدنا أن نموت بسبب حماقتك..
تنهد محمد قائلاً:أود تصديقك لان كل المؤشرات تدل على ذلك ولكن هذا أمر غريب كيف يحصل هذا ان التقي بنفسي من المستقبل.
ابتسمت نفسه المستقبلية:حقاً كان غريب ان التقي بنفسي في الماضي ولكنه أمر مثير..


نظر إليه محمد وقال:وبعد ذلك؟!
طمأنته نسخته المُستقبليةقائلة:سأكون معك لن أتركك أبداً..ساصحح جميع الأخطاء التي اقترفتها في الماضي...صدقني يا عزيزي لن ادعك تُعاني...
ابتسم محمد قائلاً:لا ادري ما الذي يجب عليّ قوله...ولن اخبرك أني مقتنع بما تتفوه به...ولكني لا املك اي خيار أخر.
ابتسمت نسخته قائلة:صدقني يا أنا لن تندم..
سأله محمد مستفسراً:حسناً...أخبرني ما الذي سيحصل بعد ذلك...هل سأجد وظيفة...هل ستتحسن حياتنا؟!
لمعت عينا نسخته المستقبلية قائلة:هناگ الكثير من الأشياء التي ستحدث...لا تكن مستعجلاً ولكن عليگ أن تثق بي كي نستطيع فعلها...لانك إن لم تفعل ذلك ستفقدني
سأله محمد مستغرباً:ما الذي تقصده؟!
رمقه محمد المستقبلي بنظرة غريبة...وقبل أن ينطق ببنت شفة اقتحم الطبيب الغرفة سائلاً إياه:مع من تتحدث؟!
اجابه محمد بثقة متباهياً بما يملك:مع نفسي المستقبلية..
قطب الطبيب حاجبيه قائلاً:لقد جئت هُنا بسبب ضعف في عضلة القلب كما أظهرت الفحوصات...وليس لانك مخبولاً .
اجابه محمد بثقة:انظر إليه ها هو ه‍...
وتلاشت كلماته عندما لم يجد أحدهم...كانت الغرفة خالية الا منه والطبيب.
أجابه الطبيب ساخراً:نعم لقد رأيته...لا تطل حديثك معه...واخلد للنوم!
لم يجبه محمد بشيء...رحل الطبيب مغلقاً باب الغرفة خلفه...والتقط محمد كلمات الطبيب من خلف باب الغرفة:التقى بنفسه المستقبلية...وكان يصرخ والطريق فارغة حسب ما أخبرني الرجل الذي أوصله...يجب علينا وضعه في مصحة نفسية...
نادى محمد بغضب:أين أنت...هااا الكل يعتبرني مخبولاً بسببك أيها الاحمق هيا أظهر يا هذا...أنا متأكد بأنك هُنا...
ويا للعجب لم يظهر أحدهم...هل ما قاله الطبيب صحيح هل هو حتماً يتوهم...ولكنه متاكد بأنه كان هُنا..
لم يفكر كثيراً بالموضوع لان النوم سرقه...
في الصباح الباكر...استيقظ على حركة داخل الغرفة...ولكنه لم يجد احد كل ما وجده هو باقة من الورود بجانبه بيضاء اللون...من يا تُرى وضعها هُنا...هو متأكد بأنها ليست أمه من قامت بهذا...إذاً من؟!
قاطع حبل أفكاره قرع الباب ودخول أمه..
قبلته على جبينه وبعد الاطمئنان عليه بشرته قائلة:الطبيب سيمر الآن سيجري فحوصات روتينية ليقرر إن كان بامكانك الرحيل..
ابتسم محمد :الحمد لله أنتِ تعلمين بأني لا احب المستشفيات..
قاطع كلامه نظرة أمه الغريبة باتجاهه:ما بکِ أمي...هل أنتِ بخير؟!
فاضت دمعة من عينها سرعان ما انتفض هو لها وقام بمسحها..قال قلقاً:ماذا هناك...هل أصابك مكروه...هل سوسن بخير...أمي ماذا هناك أكاد أن أموت قلقاً.
نظرت أمه إليه قائلة:محمد بني ما الذي يحصل معك.. أنا دائماً معك...لن أضيق ذرعاً أن أخبرتني بمشاكلك...سأكون السند لك بني
أجابها مستفسراً:ماذا هناك أمي أنا بخير...هل أخبرك أحدهم شيء ما
هزت رأسها قائلة:البارحة أتى أنس وأخبرني انك تعرضت له وكدت تقتله دون سبب ويهدد بأنه سيخبر الشرطة...لم أصدقه...ولكن الطبيب أخبرني اليوم بأنك لم تنم وكنت تحادث أحدهم...وعندما استفسر منك أخبرته بأنك تحادث نفسك المستقبلية...بل من وجدوك عندما اغشي عليگ أخبروا الطبيب انك كنت تحادث أحدهم ثم بدأت تصرخ عليه غاضباً مهدداً إياه بأنك ستقتله...بينما أنت بمفردك...بني ما الذي يحصل أخبرني!!
ابتسم شاحباً:هل تظني بأني جُننت بأني مخبول؟!
تهربت أمه من سؤاله لم تجب...ضحك بسخرية وشحب لونه...هبّ من مكانه صارخاً:دعوني وشأني دعوني...اخرجي من هنا...وأنت أيها الملعون أخرج الآن فلتخرج...هل أنت مسرور باتهامهم لي...أيها الساقط الكاذب المخادع أظهر فلتظهر الآن..
وامتدت يداه تلقي أي شيء تجده أمامها...عندما علا صراخه تدخل الأطباء الغرفة واعطوه إبرة مهدئة...تحت أنظار أمه الباكية✋
بعد ما يزيد عن الساعتان استيقظ...وللعجب كانت نسخته المستقبلية تجلس بجانبه على ذاك الكرسي الاثير...ترمقه بنظرات حزينه.
التفت محمد سريعاً وأدار وجهه عنه قائلاً:محمد هذا وهو هيا استيقظ...الجميع يخبروك أنه وهم...هيا افق أن هو في كل حال سرعان ما سيختفي...بدأ يتمتم بهذا لنفسه ونسخته تشيعه بانظارها وفجأة صوت نحيب صدر من ذاگ الجسد على الكرسي.
ابتلع محمد ريقه قائلاً:سيختفي كل شيء بعد قليل...لا تقلق لا تقلق!
ولكن صوت النحيب ازداد...سأله محمد:ما بگ تبكي أيها اللعين الآن..هِه الا يجب أن تكون أكثر صلابة بما انك أنا المُستقبلي...كفاگ عبثاً معي كيف دخلت الى هُنا...هل رأيت الجميع يظني مخبولاً بسبب الحقير أنس...هِه أنت على كل حال ستختفي الآن أنا أعلم ذلك.
قاطعته نسخته المستقبلية بصوت باکٍ:صدقني لم أرد أن يحصل معك هذا ولكن أنا مضطر..
صرخ محمد فاقداً لصبره:مضطر...مضطر على ماذا أخبرتني بأنك ستساعدني في حياتي...لا أن تدمرها لي وتنتهي بأن أمشي بالطرقات تشيعني أنظار السفهاء ويتشمتون بكوني مجنون!
صُدم عندما أخبرته نسخته المستقبلية:كان يجب أن أرحل...إن رآني أحدهم لن أستطيع العودة لرؤيتك مرة أخرى...كما أن لم تنفذ ما أقوله لك لثلاث مرات لن أستطيع مساعدتك سأختفي هل فهمت ذلك...وحتماً في المرة. الأولى لم تستمع الي وذهبت الى الشركة...أنا لا أستطيع الظهور لأي كان فقط لك...فلا تخبر أحد عني.
صمت محمد متذكراً كيف كان يختفي فور قدوم أحدهم...غبي كان يجب عليه إدراك ذلك.
صرخ محمد عن مخاوفه قائلاً:أخاف أن تكون وهماً...وان اكون مخبولاً كما يقولون..
قطبت نسخته حاجبيها وتمتم:سامحني!
لم يشعر محمد الا بالدوران نتيجة ضربة قوية من قبضة نسخته بجانب عينه...خف الدوران صرخ:أيها القذر أردت دليلاً وليس علامة ستشوهني..
قاطع صراخه دخول الطبيب عنوة دون استئذان...لم يهتم محمد له إطلاقاً وذهب ليرى وجهه المشوه بالمرآة...وعلى خلاف المتوقع ضحك بسعادة بات متأكداً بأن محمد ليس من نسخ خياله هو...أنا لست
مجنون يا بشر...اقسم اني لستُ كذلك.
قاطع فرحته سؤال الدكتور:من سبَبَ لك هذه الضربة؟!
استدار له أحمد مبتسماً:أنه هو أح...احممم أقصد أنا نعم أنا من تسببتُ بها...لقد وقعت من على السرير...نعم هذا ما حدث!
قطب الطبيب حاجبيه قائلاً:ولكنها تبدو كمن قام أحدهم وضربك وليس بسبب سقوطك..
ثم تابع قائلاً:ومن كنت تحادث قبل دخولي بلحظات؟!
جلس محمد على السرير ولم يجب الطبيب.
رمقه الطبيب بعدة نظرات ثم قال:كيف حالك اليوم.
اجابه محمد:بخير الحمد لله...هل استطيع الخروج الآن؟!
زمّّ الطبيب شفتاه وخاطبه مصارحاً إياه:يجب علينا التأكد من حالتك أولاً..
محمد مستغرباً:هل تقصد الإجراءات التي اخبرت أمي مسبقاً هنا..تمدد على السرير قائلاً بحماس:هيا فلتقم بها أنا متأكد من كوني بخير..
ولكن الطبيب لم يتحرك قيد أُنملة...سأله محمد متعجباً:ماذا هناك؟!
صارحه الدكتور قائلاً:نحن تطمنا على حالتك الجسدية مُسبقاً وكل المؤشرات تدل على انك بخير..
أجابه محمد:إذاً..
رمقه الطبيب بنظرات غريبة ثم تنهد قائلاً:لا تقلق حسناً كيف اخبرك إياها اممم فقط نحن بحاجة للتأكد من أنك بخير...أقصد بأنك لا تُاني من أي اضطرابات عقلية.
صُدم أحمد وهبّ واقفاً من على السرير...تمتلك نفسه قائلاً:لكني بخير...اقسم اني كذلك...صدقني أنا... هو هو السبب عليكم محاسبته لا مُحاسبتي أنا..
قاطعه الطبيب:محمد كفاك جنوناً...كفاك توهماً...حسناً ما رايك بعقد اتفاق صغير ستذهب إلى المصحة العقلية لتثبث لهم انك بخير..
صرخ محمد:أيها اللعين أنا بخير...فلتذهب أنت وهم للجحيم...أنا لن أذهب لأي مكان...وسأخرج من المشفى الآن هل سمعت هذا أيها
كان الطبيب متاكداً بأن ردة فعله ستكون هكذا فأخرج إبرة مهدئة وقبل أن يغرسها في جسم محمد...وقع مغشيٌ عليه...نظر محمد فوجد نسخته المستقبلية ضربته عنوة بواسطة عصا غليظة...ثم أمسكت بيد محمد صارخة:فلنهرب وليذهبوا همّ للجحيم.

في غرفته وبالتحديد على سريره البارد...لم ينطق بشيء منذ رحيلهم من المشفى...قفل على نفسه الغرفة رافضاً بذلك محاوة اياً كان...عندما حاولت نسخته المستقبلية لتخفيف عنه...رمقها بنظرة عتب وخوف وصدّ بنظراته عنها...وكم كانت نسخته متفهمة فلم تلح عليه الاستماع لها بل جلست يجاوره تشاركه وحدة ليله الطويل...أمه ما زالت منذ ساعتين تطرق بابه تخبره بأنها صدقته وكم هي متأسفة لأنها استمعت إلى كلام الطبيب...ترجته أن يفتح الباب ويعاتبها على الأقل الأ يبقَ منفرداً بنفسه وحالته النفسية سيئة جداً...وعندما يئست من أن يسامحا أو حتى يستمع إليها...رحلت بخذلانها...أما نسخته فرفضت فكرة الاستسلام هبت قائلة بحماس:لمَ أنت منزعج فلنفعلها.
رمقه محمد بنظرات عبرت عن حالته أنذاك...كان بريق عيناه منطفئاً...وكان الأمل في الغذاء فارقهما.
زمت نسخته شفتيها بحزن قائلة:محمد لا تحزن يا عزيزي... لا تقلق صدقني كل هذا سيمر أما الآن فلنثبت للجميع انك بخير.
لم ينطق محمد ببنت شفة وحاول جاهداً أن يشيح بأنظاره بعيداً...فهو قد ما حقاً من كل شيء...حياته بدأت تسير في منحنى مغاير لما قد رسمه مُسبقاً.
وضعت نسخته كفها على كتفه قائلة:هل أنت خائف؟!
انتفض محمد من مكانه...وبدأ يصول ويجول بالغرفة علّه يتخلص من الغضب الذي بات يسيطر عليه مؤخراً...أن استمر بهذا الحال قلبه لن يحتمل شيء...سيموت بينما الجميع يظنون بأنه مخبولاً.
ولكن طريقته لم تجدِ بتنفيس غضبه...فأخذ يقوم بما أصبح بارعاً به مؤخراً...الصراااخ:نعم أنا خائف...أن دخلت المصحة سيضيع مستقبلي أتفهم...حتى وإن كنت سليماً وخرجت منها كلام الناس أن يرحمني...سينتشر الخبر سريعاً ولن تقبل فيّ اي شركة للعمل بعد ذلك...سأصبح منبوذاً والجميع سيتشمت بي...
ضرب صدره...بالتحديد موضع قلبه قائلاً:نعم أنا خائف لمَ يتوقف قلبي ويرحني من هذا العذاب...حتى أمي لم تعد تثق بي وصدقت كلام الناس دون أي دليل...فما بالك لو فحوصاتي أشارت أن اعاني من مشكلة ماا هااا ما الذي سيحدث..
ثم صرخ بأقوى ما لديه...كادت أحباله الصوتية أن تتقطع:ياااااا الله أن عبدك الضعيف كُن معي....يااااا الله ساندني ....يااا رب امنحني صبراً من لدنك!
محمد المُستقبلي كان حزيناً جداً...شعر نفسه للمرة الأولى عاجز عن كل شيء...لقد أتى ليسعد نفسه...لا إن يقتلها قهراً...أراد مؤاساة محمد لكنه عجز وكأنه يعايش الموقف الذي مرّ به منذ سنين لأول مرة
ربما لأنه وجد أحدهم أخيراً يشاركه أفكاره وأحزانه وبكاه...لم يدرِ گيف هدأ محمد كان كالركان الذي تفيض منه الحمم...وعندما نادى ربه گأن أمطاراً من الطمأنينة هبطت لتهدئ تلك الحمم البركانية المتطايرة...لم يعِ على نفسه إلا وهو محتضن محمد ...نفسه من الماضي ويهمس له أن كل شيء سيكون بخير...عندها فقط سمع شهقات محمد تتعالى...كم رغب بمشاركته بالبكاء...لكن على أحدهم أن يكون السند والركيزة للآخر في هذا الوقت العصيب...وعده بأن كل شيء سيكون بخير وسيجد حل لكل هذه المعمعة في الغذ وان عليه الراحة فقط لأن غذاً سيكون يوماً عصيباً عليهما...بدأت شهقات محمد تخف تدريجياً وقبل أن ينام همس قائلاً بنفسه المستقبلية:أعلم أن هذا جنوناً ولكن اشكرك على وجودك هُنا...ارجوك لا تتركني.
طيلة الليل لم ينم محمد المستقبلي مفكراً بحل يرضي محمد فقط فهو غير مهتم لرأي الآخرين على اي حال..
استيقظ محمد على صوت نسخته :محمد هيا انهض نحن لا نمتلك الكثير من الوقت...هيا انهض
نهض محمد من مكانه دون أن يرد على تحية الآخر...غسل وجهه ولم يعطه محمد المستقبلي فرصة لتجفيفه حتى...أمسك بيدها واجلسه على السرير قائلاً بحماس :محمد فلنفعلها.
اجابه مستغرباً:نفعل ماذا؟!
إجابته نسخته:الأمر يريدون الدليل انك معافى ولا تعاني من أي مشكلة نفسية فلنقم بذلك سنذهب المصحة ونجري الفحوصات ثم..
قاطعه محمد غاضباً:الأ تعي ما الذي تقوله أنت...ستنتهي حياتنا عندها.
إجابته نسخته:صدقني يا محمد لم يبقَ بأيدينا حل غيره...صدقني لن تندم لنفعلها فقط ثق بي!
تأمل محمد نسخته قليلاً ثم قال بهدوء:لم يعد بحوزتي حلاً آخر الثقة بك لا تخذلني وانا رهن اشارتك.
ابتسمت نسخته المستقبلية شاكرة له هذا..
قاطع حديثه طرق والدته على الباب...نظر إلى نسخته وكأنه يطلب رأيها...وعندما رأى نظرات التشجيع هب لفتح الباب...ظن أن أمه ستتفهمه ستحضنه وتخبره بأنها تصدقه وأنها آسفة لخذلانه أمام الطبيب...ولكنه صدم عندما رآها واجمة تحاول اختراق جسده بنظراتها وتبحث عن شيء داخل الغرفة...عقد حاجبيه مستغرباً...لكنها لم تتركه بحيرته طويلاً قائلة:محمد بنيّ أن تخيفني عليك...مع من تتحدث؟!
اخبرها بضعف:لن تصدقيني يا أمي لن تفعلي...لكني ساثبت لكِ ولهم أني لست مجنوناً...
وخرج تحفه انظارها...طوال طريقه كان يشعر بألم في قلبه...لكنه لم يعره اهتماماً...إلى أن وصل المصحة النفسية...عندها فقط شعر وكأنه مسلوب الطاقة...وكم رغب حينها بالانسحاب ورمي كل شيء وراء ظهره....ولكنه لا يستطيع فعل ذلك للأسف ليس بعد تصديق أمه بأنه أصبح مجنوناً...في حياته كلها لم يتصور أنه سيذهب بقدميه الى هذا المكان...سمع همساً في اذنه:محمد لا تقلق هيا اذهب...أنت معافى تماماً صدقني أنت لا تتوهم شيئاً أنت بخير!
ولانه ضاق ذرعاً من كل شيء...دخل سريعاً الى المبنى دون أن يلتفت لشيء...وفي منتصف الرواق الطويل لم يعرف الى اين يذهب...
إلى أن سمع صوتاً مألوفاً:محمد توقف..
التفت فإذا به يجد الطبيب...الذي كان يريد إجباره للذهاب الى هذا المكان...زم شفتيه بضيق وضيق عينيّه...كيف عرف بأنه هُنا.
ابتسم الطبيب إبتسامة حقيرة:لقد هاتفتني والدتك و أخبرتني انك ستذهب إلى المصحة...أي أنك مقر بأنك مريض وتحتاج للعلاج...
ثم أكمل بنبرة المنتصر المزهو بنفسه:عندما رأيتك اول مرة عرفت انك مجنون هه أنا لم أخطئ هل رأيت...صدقني كنت اود رفع قضية لانك قمت بالاعتداء عليّ بالمشفى...ولكني سامحتك لان القلم مرفوع عنك.
تنهد محمد بأسى والدته ما زالت تخيب ظنه...وكأنه بحاجة إلى هم جديد لياتي هذا الطبيب المختل إليه..
أجرى الطبيب اتصالاً...وسرعان ما أتى طبيب آخر...تصافحا وتحدثا بصوت هامس...بينما نظراتهما تتوجه إليه باستمرار...فالبتاكيد الحديث يدور حوله هو.
شعر بالاسى على نفسه...وكم تمنى لو أنه حقاً يستطيع الانتقام منهما.
بعد حديث تجاوز الربع ساعة تقدم إليه الطبيب مصافحاً إياه:مرحباً أنا الطبيب حمزة..سأجري بعض لك بعض الفحوصات لكي نطمئن عليك هل يمكنك مرافقتي؟!
سار محمد مع الطبيب حمزة دون الاستفسار عن شيء...هو كالسجين البريئ الذي ينقاذ الى الاعدام دون الاستماع إليه للدفاع عن نفسه.
في طريقهما الى أحد الغرف...سمع صوت غريب يتبعه صراخ أحدهم...نظر حوله فإذا بغرفة استطاع من خلال الباب الموارب رؤية أحدهم على كرسٍ يتعرض للصعق الكهربائي...كم ارعبه رؤية ذلك هل حتماً سيكون مصيره مثلهم...بعدها بفترة وعي على نفسه وهو مستلقٍ على سرير...والطبيب حمزة يطلب منه الهدوء.
في الخارج...دمعة سقطت عنوة من عيون والدة محمد...هي متأكدة أن ابنها حالته النفسية في دمار...ولكنها لم ترغب أن تضغط عليه للذهاب هنا...ولكن طبيبه اخبرها بأن حالته سيئة ويجب عليه العلاج والا قد يتطور الأمر إلى ما لا تحمد عُقباه..
وأخيراً وبعد ثلاث ساعات فتح باب الغرفة...كان الطبيب حمزة واجماً...
طلب من الطبيب وام محمد مرافقته الى مكتبه..وعن وصولهم..
سألت امه:مما يشكي بني أيها الطبيب؟!
رمقها الطبيب حمزة بنظرات غريبة ثم قال:أخبرني الطبيب محمود عن حالته ومما يعاني منه...كانت شكوكنا في بادئ الأمر أن مصاب بانفصام...ولكن الفحوصات نفت ذلك أنه سليم معافى لا يشكو من شيء...


بعد عام من الأحداث...
لوحدها في هذا المنزل...لا يشاركها همومها أحدهم...حتى ابنها تخلى عنها...بالتفكير في الأمر هي كانت المذنبة...فبعد أن نفى الطبيب أن يكون ابنها محمد مصاباً بأي شيء...لم تقف بجانب ابنها وتسانده ليسترجع ثقته فيها...لم تكن اماً مثالية له...اااه كم اشتاقت إليه تود احتضانه فمنذ سنة وفي مثل هذا اليوم...اختفى ابنها بحتث عنه كثيراً لم تجده...لقد فقدته فقدت وحيدها...دمعت عيناها حزناً وندماً...كففت دموعها عندما سمعت طرق الباب...من سيكون غير ابنتها سوسن؟!
فتحت الباب ولكنها لم تجد أحدهم...لفت انتباهها مظروف...قطبت حاجبيها مستغربة التقطته و ولجت الى داخل البيت مغلقة الباب خلفها...فتحت المظروف و وجدت فيه رسالة...
(السلام عليكم...كيف حالك أمي لقد اشتقت لکِ جداً...صدقيني لم أرغب أن أغيب عنکِ...طالما تمنيت ان أكون السند لكِ...ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن...لم أستطع الإستمرار يا أمي بينما نظرات الجميع تلاحقني كلما ذهبت الى اي مكان أسمع همساتهم عنيّ...كم ضقت ذرعاً عندما كنت أرى نظراتك المشككة في سلامة عقلي...حتى الشركات كانت تقذف اوراقي في وجهي منذ اللحظة الأولى...صدقيني حاولت أن اتاقلم ولكني لم أستطع...أمي أعلم أن هذا ضرباً من الجنون ولكنها الحقيقة...في أيامي العصيبة تلك لم يكن أحدهم بجانبي سوى نسختي المُستقبلية...شدت من ازري...أخبرتني أن كل شيء سيكون بخير في النهاية...والأ اقلق...وعندما رأت تدهور حالتي النفسية السيئة عرضت عليّ أمراً عجيباً...الذهاب للمستقبل أمي المُستقبل جميل جداً...هنا لا وجود للعنصرية...التطور الطبي فاق كل شيء وكل الامراض أصبح لها علاج حتى السرطان...هُنا يا أمي لا تموت الأحلام...في حين ظننت أنها النهاية...كانت البداية لمعجزات متتالية لم يتوقعها أحدهم...
أمي اشتاقكِ جداً ومك اتمنى زيارتك ولكني لا أستطيع لمجرد التفكير بالأمر حالتي النفسية تسوء...أمي دعيها للأيام علها تداوي الجراح...وربما أعود يوماً..ابنك المُحب محمد





 
التعديل الأخير:
ههههههههههههه
خيال واسع للكاتب
لكن هذه القصة على مايبدو من كوكب المريخ

شكرا للجهد والاختيار

شكرا لك smile20102
جميع القصص نسج خيال الكاتبة تسهر الايام وليالي كتابة كل قصة تأخذ منها 4 الايام تتجمع افكار لها وتكتب ماتفكر بة بعدها تدقق افكارها هل كتبتة منسجم الاحداث هل تنال اعجاب من يقرا افكاري لكن تنصدم تقرا الرد متابع لها خيالها كوكب المريخ نعم عالمها خيالي وسلسلة افكارها لا تنسجم مع كوكب الارض ضاق صدرها حتى بدات تكتب قصص خيالية :bandit-80-anim-g:


 
القائمة الجانبية للموقع
خرّيج وتبحث عن عمل؟
تعيينات العراق
هل أنت من عشاق السفر حول العالم؟
إكتشف أجمل الأماكن
هل أنت من عشاق التكنولوجيا؟
جديد التكنولوجيا
عودة
أعلى أسفل