ام بــﯧْــڵــڛــان
من أهلنا
محبوس في غرفته منذ اسبوعين ، صوت طبول العرس من خارج نافذته المحمية بالحدائد تكاد تصيبه بالجنون ، ينهض بجسد مرتجف وبقدم متعثرة يتصبب عرقا ،يقف أمام المرآة ينظر لخياله الباهت فيها ...
ما الذي غيّره هكذا !! لماذا اصبح ضعيفا ذليلا هينا ؟
اين إرادته ،عزيمته، احلامه ، طموحاته العظيمة ليصبح بطلا تتغنى فيه الأجيال القادمة ...
متى اندثر الأمل وضاع؟
ينظر مرة اخرى ليرى إجابة سؤاله على جسده !
قدم مبتورة وعين مفقودة وانف مشوه بشظية لغم وسط معركة لأجل الوطن والكرامة ...
وطن !!
العراق
وطن رماه عندما اصبح عاجزا ووضع في يده بضع دنانير اخذها منه والده بحجة زواج اخته كدين ولم يرجعها ابداً ....
سنة كاملة تمسك فيها بأي شيء جميل في حياته ، موقف ، كلمة ، و بسمة لكن لم يرى شيء منها سوى العجز ، الذل ، والتحطيم ...لم يعد يصلح لشيء حتى للزواج ...
زواج !!!
ابنة العم المتيمة به ،ظن أنها معه ستحارب الموج والاعاصير من اجله ،لم يخطر في باله انها ستكون من اوائل ركاب سفينة "الغادرين" ...
غدر !!!
وأي غدر اوجع من غدر الصديق
لماذا هي من بين جميع نساء العالمين
بل لماذا وافقت عليه
كيف استطاعا قتله وهو حي
اين ذهبت الوعود والعهود بالوفاء من الحبيبة والصديق !!
اذا كانت الحياة غادرة هكذا ! فأنا لا اريدها ...
خانتني !!
كذب علي ... يدعي أن اهله اجبروه عليها
خائنة ، وكاذب
عليهماا اللعنة !!
يقترب صوت الطبول اكثر يرافقها اصوات الأعيرة النارية
يشعر بالدنيا تدور من حوله والصداع يشتد ،الاصوات تتداخل ببعضها وشريط الذكريات يتشابك ، الوجوه تتراءى له مشوهة قبيحة ...
يفتح الأدراج بهستيرية ، يعرف انه خبأه بمكان ما ، يقلب فرش السرير ويخرجه بوجه ميت غشته دموع باردة ، ومن بين اصوات الاعيرة النارية للعرس ، صوت رصاصته التي اخترقت قلبا اراد الحياة لكن غدر الناس من حوله كان اقوى فهُزم في جميع معاركها ...
خاتمة :
ربما يراه البعض ضعيفا غير راضٍ بمشيئة الله وقدره "هذا شيء بينه وبين ربه لن اناقشكم فيه "
ولكن السؤال لو كنت في مكانه هل انت متأكد انك ستصمد ؟ستقدر على المقاومة ؟
هل سترضى ؟
قد نحكم لكننا لسنا بنفس الظرف ليكون حكمنا اكثر انسانية وقبولا ...