ام بــﯧْــڵــڛــان
من أهلنا
انت بلا فائدة
انت عار على هذه العائلة
فل يحل عليك الموت حتى نرتاح منك
انت مجرد لعنه !
......
استيقظ من نومه الذي يزعجه دائما اكثر مما يريحه
ونظر من حوله حيث غرفته في المصحة العقليه !
تمعن بهدوء مايجري ثم استوى جلسا واستند على الوساده ينظر الى السماء التي تتضح من النافذة الصغيره
ياله من شروق يوم يشبه شروق الامس
ولست اظنه سيفترق عن شروق الغد في شيء
اصبحت حياتي بلا معنى والجميع يظن انني فقدت عقلي وهم مرتاحون لانني هنا ولست امامهم فااانا كالكابوس
بل كاللعنه كما قالت لي امي !
قطع عليه تفكير طرق خفيف على الباب فلم يبالي وفضل النظر الى الشروق فعلى الاقل لم يحرموه منه !
توالت الطرقات على الباب مما جعله يشعر بالضجر وصرخ : مالذي تريدونه مني ؟
لم ينطق الطارق بل فتح الباب ببطء لتظهر فتاة غريبه
كانت متلثمه وترتدي رداء الاطباء وتنظر اليه بنظرة تمعن
اه يبدو ان لا طاقة لهم بي فاستأجروا قاتلة لتقتلني في هذا المكان البائس .. ظهرت على محياه ابتسامن ميته
ولكنه صدم عندما جلست الفناه بجانبه وتخرج من ملابسها كيسا من الطعام وتضعه امامه وتفك اللثام عن وجهها وتقول بهدوء : فل تأكل جيدا
لدينا عمل مهم
.....
لم يكن ينظر الى شيء الا لتقاسيم وجهها
انها جميلة جدا ! من تكون ياترى ولما اتت لي بالطعام وماهو العمل الذي تريده من شخص مجنون مثلي
لديه اكثر من شخصيه !
لا يدري ولكنه مد يده الى الطعام دون ان ينطق وتناول القليل وقال بعفويه : انه لذيذ جدا
لمح التسامه على وجه الفتاه فتناول جميع ماقدمته له من الطعام وهو يشعر بالاشتياق لهذه اللذه
لماذا حرمت منها
ماكان ذنبي ؟
قطع تفكيره انهاءه للطبق عندها قال بهدوء : ش ش شكرا لك ياانسه منذ زمن لم اتناول طعاما بهذه اللذه
كانت تتأمله وهو يتحدث
كان يشيح بالنظر عنها
يده تضغط على فراش سريره بتوتر
مدت يدها ووضعتها على يده بهدوء فنظر في وجهها بصدمه وابعد يده بسرعه فابتسمت ابتسامه واسعه ومدت بطاقتها له :
انا إلينا هوبكنز
انا طبيبتك من اليوم
........
خرجت إلينا من الغرفه بعد اول لقاء لها مع مريضها
وريث عائلة رودم المجنون مسيو آلان
كانت ملامحها غامضه وهي تمر في ممرات المصحه والهاتف عند اذنها : نعم رأيته انه هو بلا شك اه يبدو ان الطريق امامنا طويل لكنك صديقتي وسوف اساعدك لا تقلقي
.. اغلقت الهاتف وابتسمت ابتسامة ماكره وخرجت من المصحه
اما في غرفة آلان كان ينظر حيث طيفها ذهب وهو يتمتم : إلينا إلينا منذ زمن لم اسمع هذا الاسم وهو الذي اوصلني الى هذه الحاله !
.. تنهد وهو يشعر بالبؤس من هذه الطبيبة التي اقتحمت عالمه فجأه
لماذا الناس لا يدعوني لوحدي لقد اخذوا كل شيء
هل الراحه صعبة المنال هكذا ؟
.........
بعيدا عن المصحة العقليه في مدينة لندن العاصمه الضبابيه
وبالتحديد مدينة اكسفورد في بيت ريفي جميل
اغلقت الهاتف من صديقتها إلينا وملامحها تعتصر الما
ماذا فعلوا بك يا آلان في غيابي
سحقا لهم الي اجل المال يذهبوا بعقلك ويدخلوك المصحه وانت كنت لبذكي بين كل افراد عائلة رودم !
تصلبت ملامحها واتضح الحقد في عينيها وهي تضغط على اسنانها وتتمتم :
اشعر بتلك الالام التي تحيط بك
ولن اجعلها تمر مرور الكرام !
.......
اشرقت شمس اليوم التالي
فتح عينيه بعد جهد جهيد مع ذلك الكابوس الذي يلاحقه دائما
نظر الى معصم يده حيث الابره التي اخذها بالامس حتى يفقد بقية عقله هه
يال هذا الهراء هل يظنون انني ساافقد عقلي بسبب مواد كيميائية سخيفه
حسنا
لنجعلهم يظنون انني فقدت عقلي حقا .. ابتسم بمكر واخذ نفسا عميقا وراح يصرخ بصوت عالي ويقذف كل شيء فدخل جمع من الممرضات حتى يمسكن به وهو يصرخ
كانت احداهن تمسك هاتفا وتقول : لقد فقد عقله فعلا سيد ريتشارد
ريتشارد .. انه عمي هه .. ابتسم وهو يشعر بأن خطته تنجح وهدأ على المهدئات التي قدمت له وراح في نوم عميق
سوف اُحيل حياتكم هذه الى جحيم
.......
ترجلت إلينا من السياره وهي تضع نظارتها الشمسيه على عينيها وتدخل المصحه وتسمع الممرضات يتهامسن : لقد فقد ماتبقى من عقله وسوف تذهب الثروه الى عمه
تغمقت عينيها وشدت على يديها .. يجب ان اسرع والا سينتهي كل شيء
دخلت غرفة آلان دون ان تطرق الباب فوجدته نائما فااقتربت بالكرسي منه وجلست بجانبه واقتربت من اذنه وهمست
إلينا تنتظرك يا آلان
رجف جسد آلان وفتح عينيه ببطء فوجد إلينا تنظر إليه فظن ان ماسمعه كان وهما
وربما كان حقيقه وهذه الفتاه من طرف عمي تريد ان تذكرني بالماضي حتى اجن اكثر
صار يرجف ممثلا خوفه منها وقال بحده : ابتعدي عني انا انا لا اعرفك
رفعت حاجبها بشك وقالت بهمس : هل نسيتني لقد زرتك بالامس
قال وهو يدور بوجهه يمنة ويسرى : لا لا لا اعرفك ارجوك اخرجي قبل ان اصرخ
.. تنهدت وقررت ان تضع حدا لكل هذا فالوقت ليس من صالحها فمحاكمة تقسيم ورث عائلة رودم قد اقتربت وان لم يعد الان الى صوابه سيضيع كل شيء
اقتربت منه ووضعت وجهها قرب وجهها فاارتبك ولم ينطق
ياااه لديها عيون قاتله وتصميم غريب وبريق يلمع كلمعة النجوم في الليل
.. قطع عليه سرحانه بها همسة في اذنه : لقد اتيت من طرف شقيقتك إلينا
تبدلت ملامحه الى صدمة قاتله
......
في احد اطراف مدينة لندن العظيمه في احد قصور عائلة رودم
كان ريتشارد يجلس على الكرسي خلف مكتبه ويدخن السيجار وهو يفكر بصمت
كان الطريق طويلاً حتى وصلنا الى هذه النهاية
من بعد وفاة اخي الاكبر هاري كنت انظر الى ابناءه التوأم بصمت ( آلان وإلينا ) كيف يمكنني تجاوزهما حتى احصد ثروة اخي الكبيره
ولم أجد حلاً الا أن ابعد إلينا عن الطريق واجعل السبب هو إهمال آلان لاخته وعدم حمايتها
اعلم جيدا ان الكلام يؤثر في العقول الصغيره مهما كانت ذكيه وفطنه
وهذا ماحدث كنا نؤنبه على ضياع شقيقته وقلنا له انه يريد ابتعادها عن العائله حتى يحصد الثروة لوحده
ولمدة عشرين سنه كانت النهايه انه فقد عقله
وراح يظن انه فعلا كان مهملا وانه ارتكب جريمه في حق توأمه
.. قطع تفكيره اقتراب زوجته منه وهي تقول بصوت حاد : ماذا الان ريتشارد ؟ الا زلت تفكر في ابن اخيك المجنون ؟
رفع حاجبه وهو يقول في نفسه : اامنى ان يكون فعلا اصبح مجنونا والا سيذهب كل ماقمت به
ادراج الرياح
تنحنح ونظر اليها : لا تقلقي بقي القليل على المحاكمه وسنأخذ كل شيء ولن تسمعِ عن آلان وعائلة هاري بعد الان
ابتسمت بمكر وهي تسترخي على الكرسي وتفكر فيما ستصنعه بالثروة التي ستأول اليهم وتجعلهم اغنى اثرياء مدينة الضباب
......
في المصحة العقليه حيث الحرب الصامته
تبدلت ملامح آلان من الجنون الذي كان يدعيه الى الصدمه والحده
إلينا مسترخية على الكرسي وتشرب قليلا من الماء وتنظر اليه تنتظر التعليق منه
اخذ نفسا عميقا ثلاث مرات ثم نظر اليه وقال بصوت مميز : هل هي على قيد الحياه هل هي بخير هل تعيش في مكان محترم ؟
وضعت كأس الماء على جنب ونظرت اليه نظرة قويه وقالت : نعم انها بخير كانت تعيش في دير للراهبات ثم انتقلت للعيش معي انا اعمل طبيبه وهي تعمل في الكتابه تحت اسم مستعار لها بسبب ماحدث لها في طفولتها
لا يدري لما شعر بحرارة الدموع على خده
لا ايتها الدموع ليس وقتك الان
كنت اؤنبها في نفسي سنين طويله بسبب ضياعها عني وكل مااقاسيه من نظرات الناس وكلامهم كان بسببها ، لم اعلم انها هي الاخرى كانت تعاني
توأمي في جانب من هذا العالم تعاني ماحدث لها
.. نظر اليها يشجعها على المتابعه لكنها سكتت عندما دخلت الممرضه وهي تضع كأس الماء والدواء وتقول : عليه ان يشرب الدواء
ابتسمت إلينا وقالت : حسنا سوف اجعله يشربه
خرجت الممرضه فااخذت إلينا الدواء ووضعته في حقيبتها وقالت بهمس : سوف اخذه للمختبر لاكتشف ماهو نوعه فهذا دليل قوي على مايجري هنا في الخفاء عن المحكمه
راح يفكر في صمت إلينا على قيد الحياه وهذا قد يسبب خطر عليها يجب ان تكون المسرحيه كامله
حتى ندهش الجميع بالنهايه
.......
كانت تدور في الغرفه بتوتر وهي تنتظر قدوم إلينا المزيفه لتخبرها عن اخيها آلان كيف اصبح شكله هو جسده بخير لا يحتوي على جروح كيف هي ملامحه هل هي ذابله كم قاسى من هذا الزمان بعد رحيل والدنا ونبذ امنا له بسببي
ااه ايها التوأم ليت الزمن يعود ولم افترق عنك لالحق بعمي
ويحدث ماحدث لي ولك !
طن ، طن ! .. سمعت صوت الباب فااسرعت لتفتحه فوجدت إلينا تبتسم في وجهها وتزيح الثلج المتراكم على كتفها فااحتضنتها بقوه وهي تقول : ان رائحة أخي عالقة فيك ياجولي ( اسم إلينا المزيفة الحقيقي )
ضحكت جولي وهي تقول : أعلم كم انتِ مشتاقة إلى لقاءه اطمئني إنه بخير ولم يصب بالجنون حتى اليوم هههه
.. ضحكتا واغلقتا الباب وذهبتا حيث المدفئه وجلستا تشربان القهوة وإلينا تفترس وجه جولي بنظراتها تريدها ان تنطق بما يريح قلبها
وجولي تعلم بنظرتها وتبتسم بآسى لحالها صديقتها العزيزه وأخيها وقصتهما القريبه لاحداث مسلسل من إنتاج هوليوود العبقريه !
وضعت الكوب امامها وقالت : انه يريد رؤيتك
تفاجئت إلينا وتوترت لم تتوقع ان يطلب رؤيتها يهذه السرعه
ولكن اللقاء يجب ان يكون بسرعه قبل المحاكمه التي ستجعلنا نفقد ثروة أبينا وستأول الى من لا يستحقها
.. تنهدت وهي تقوم وتنظر الى النار وانظار جولي تتأملها
حسنا
سيكون اللقاء غداً
.........
بقي على المحاكمة اسبوع
في هذه المدة ذهبت جولي الى المخبر واختبرت عينة الدواء التي اخذتها من المصحه
اما آلان فكان يدعي الجنون حتى لا يتم الشك به ويأخذ الحبوب ويقوم بتخبأتها تحت وسادته
وآلين كانت تنتظر اليوم بفارغ الصبر ( الذي ستلتقي فيه بتوأمها بعد عشرين سنه من الغياب الظالم لهما )
والعلم ريتشارد وزوجته ينتظران الثروه الطائلة ويفكرنا كيف سينفقانها
............
طق ، طق
استوى آلان جالسا هو يعرف طرقات جولي جيدا وقال بهدوء : ادخلي إلينا
دخلت جولي ووراءها فتاه متلثمه ترتجف من شدة توترها
القت عليه التحية وجلست اما الفتاه بقيت واقفه تنظر اليه وهو ينظر اليها بتعجب لم يقطعه الا بيده التي رفعها جهة قلبه وهو يقول : اشعر بوخز في قلبي
شهقت الفتاه وفتحت اللثمه وانتفضت تحضنه وهي تبكي : اشتقت لك اخي آلان
كانت الصدمه هي ردة فعله غير مصدق ان هذه هي توأمه امامه وفي حضنه
وكأنه افترق عنها للتو .. رفع يده ببطء ورفع رأسها عنه ليتأكد
نعم انها نسخته ! نزلت دموعه واخفض رأسه ليخبأه في كتفها يبكيان بصمت
وجولي تنظر إليهما وتمسح دموعها إن هذا اللقاء صعب جدا
لكن لا مجال للتراجع والنسيان
اما الان واما فلا
......
جلست إلينا بجانب أخيها وجولي تقول له : لقد استعرت اسم اختك حتى ارى ان كنت ستتذكرها ام لا ولكن اسمي الحقيقي هو جولي تشرفت بك
مدت يدها وهي تبتسم فمد يده واحنى رأسه وهو يبتسم وينظر في وجه اخته التي تتأمله بحب كبير
وقبل ان ينطق قالت إلينا : سوف اخبرك ماجرى لي إن السبب في فراقي عنك هو عمنا ريتشارد
صدم كثيرا العم ريتشارد هو السبب في ضياعك ! هو السبب ايضا في عذابي ! كان يؤنبني دون ادنى شفقة او رحمه
جعل امي تكرهني والناس تنبذني !
لما كل هذا ؟ لأجل المال ؟ لأجل المال يضعني في المصح ويجعل عقلي يصدق انني فعلا السبب في رحيلك عنا يااختي !
قطع صدمته حركة إلينا التي اخذته لحضنها وهي تقول : سوف ينتهي كل هذا
لكن ليس هناك دليل انه السبب في ضياعك .. قال بضياع
فابتسمت له وغمزت : وليس هناك دليل انك مجنون
نظر اليها بصمت قطعه صوت ضجة في الخارج فقام وهو يقول : ماذا يحدث
ضحكت الفتاتان وهما تقولان : هذا الفصل ماقبل الاخير من المسرحيه
دخل ضابط شرطه وهو يقول : انت في آمان الآن سيد آلان لقد تم تقديم تقارير الادوية التي تقدم لك في هذه المصحه وهي مخالفه تساعد في زيادة الجنون
يحق لك مقاضاة هذه المصحه
.. نظر آلان في وجه الفتاتان اللتان تبتسمان في وجهه ونظر في وجه الشرطي وابتسم وهو يقول بهمس :
سيكون ختاما حافلا
........
في محكمة مدينة لندن
جلس ريتشارد يتصبب عرقت وهو ينظر في وجه ابن اخيه الذي كان ينظر اليه بتحد
يالها من فضيحه لا ادري كيف وصلت التقارير الى الشرطه واكتشفوا المؤامره !
آلان كان يحدق في عمه وكل الذكريات يسترجعها في عقله
قبض على يديه آن الآوان لهذه المهزلة ان تنتهي
نظر ناحية الباب الذي يفتح ودخلت منه جولي وجلست على منصة الشهاده
استمع الى افادتها وكيف انها اخذت الادويه لتحللها في مختبرات مدينة يورك وظهرت النتيجة الفاضحة للمصحه التي لا تساعد المرضى على الشفاء بل تجعلهم يصابون بالجنون اكثر
وذلك بمساعدة من السيد ريتشارد رودم للاستيلاء على ثروة اخيه الراحل
ترتجف ريتشارد وهو يستمع الى الشهاده ويستمع الى اسئلة القاضي لآلان حتى يتأكد من تعقله وعدم جنونه
فتح ربطة عنقه حتى يتنفس وهو يشعر بالاختناق
لكن الحفله لم تنتهي
ينقصها سندريلا
فتح الباب على مصرعه ودخلت منه إلينا بفستان بحري طويل من الخلف وهي تبتسم وكأنها في عرض ازياء
قام آلان واقترب من شقيقته وامسك بيدها وقبلها والتفت لعمه الذي شحبت ملامحه وقال : هذه إلينا ياعمي هل تذكرها ؟
هنا تهاوت حصون دفاع ريتشارد
كل شيء قد انتهى وسوف يسجن بتهمة التضليل والاستيلاء الغير مشروع على اموال اخيه
لقد انتهت المسرحيه
........
كان الاخوين يجلسان في شرفة منزلهما وبجانبهما جولي ببطنها الكبير
آلان ينظر اليها بحب وإلينا تقول لها : هل قررتي ماذا سيكون اسم المولود
مسحت على بطنها وهي تبتسم وقالت بهدوء :
هاري على اسم ابيكما
ابتسما اكثر وهما يتذكران ابويهما وآلان يرفع رأسه ناحية السماء ويقول بهمس : اتمنى ان تكون امي مرتاحة الان
.........
النهايه
التعديل الأخير:
