كآخِر الليلِ كالأيْتَام كالمَوْتى | كأيِّ نَجْمٍ بعيدٍ أدمَنَ الصَّمْتَا |
كظلِّ عاشِقَةٍ غنَّتْ نوافِذُها | فمرَّ عاشِقُها... لَمْ يَسْمعِ الصَّوْتا |
تمشي وخَلْفكَ أقوامٌ تفتِّشُ في | صمتِ القُبُور، لماذا لم تكن أنتا؟ |
وأنتَ عُمْراً نشرتَ الجُرْفَ أُغْنيةً | للعائدين، وبايعتَ القُرى نَبْتَا |
فمن تعاتبُ؟ خانتكَ السواحلُ لم | تُخْبرْكَ فالنهرُ يُخْفي صمتَهُ تَحْتَا |
هذي المسافاتُ ماذا ظلَّ في يدها | فكيف تنحتُ عُمْرَاً للرؤى نحتَا |
أكتبْ عن الغيم... إنَّ الغيمَ رحلَتَنَا | أكتبْ عن الغيب والأمطار ما شِئْتَا |
أكتبْ عن الفرح المنسيِّ منتصرَاً | على بقايا وجوهٍ تحفظُ المَقْتَا |
عن الشعوبِ التي ظلَّتْ تموتُ فدىً | لرايةٍ لم تَهَبْ أحلامَها بَيْتَا |
عن موتِنَا حينما صاحتْ ملائكةٌ | عن الدروب التي نَمْشي بها حتَّى |
إذا وصلنا إلينا عائدين لنا | ألقتْ علينا مسافاتُ اللظى موتا |
ذاك الطريق... وهذا... كلُّهم شَهِدُوا | عن راحلٍ قال في وجه الأسى: لَيْتَا |
لا وقتَ للموت... في درب القرى غَزَلٌ | فمن بعذاباتِ القُرَى أفْتَى |
تأخَّرَ الوقتُ ما غنَّيْتَ ضحَكَتَها | مرُّوا جميعَاً... جميعَاً أخَّرُوا الوَقْتَا |
وآخِرُ الليلِ من يدري بدمعته؟ | وأنتَ تبقى وحيدَاً والأسى شتَّى |