الأرض التي علمت الكتابة تعاني الأمية – امير البركاوي
ترتقي الامم والشعوب بأبنائها لانهم هم من يرسم ملامح المستقبل وان أي خطر يهدد مستقبلهم فأنه يهدد مستقبل البلد بالكامل ومنذ زمن ليس بالبعيد كان العراق حقق الصدارة في نسبة المتعلمين لكن اليوم بدأ العراق يعاني ارتفاع نسب الامية بين الشباب وهذا مؤشر خطير لان الامية تعني الجهل والظلام بدلاً من نور العلم والمعرفة وللأمية اسباب منها الحروب التي مر بها العراق كحرب الثمانينات والحصار الاقتصادي في التسعينات والاحداث التي تلت سقوط النظام ومنها الارهاب وموجات النزوح وترك الدراسة بسبب الظروف الصعبة وتردي الوضع الاقتصادي للبلد وانهيار البنى التحتية وتردي الواقع التعليمي وتسرب الطلبة من المدارس وفي مراحل تعليمية مبكرة وبطالة الخريجين وشيوع ثقافة (من درسوا وتخرجوا ماذا فعلوا بشهاداتهم فلا يوجد تعيين) هذه العوامل ساعدت بنفور الطالب او التلميذ وترك الدراسة والتوجه الى الشارع وساحات العمل من اجل رغيف الخبز نتيجة الظروف الصعبة التي تمر بها اغلب عوائلهم وعدم وجود الخطط الاستراتيجية من الجهات المسؤولة لمساعدة التلاميذ او الطلاب ومنحهم مبالغ مالية مشجعة للدراسة وسد جزء من نفقات الدراسة وخاصة بمراحل التعليم المبكر لان ترك الطالب او التلميذ للدراسة في هذه المرحلة تعني صناعة الامية فأن الامية من المشاكل التي لم تعالجها الحكومات المتعاقبة وهي الاخطر على مستقبل ابناء البلد فما زال تسرب الطلبة وبمراحل عمرية مبكرة من مقاعد الدراسة والتوجه الى عمالة خطيرة على مستقبلهم ومستقبل بلدهم ومنهم من لم يدخل المدارس اصلاً وهنا تكمن الكارثة القضاء على الامية يتطلب خطوات واضحة وجادة من قبل وزارة التربية وايلاء اهمية قصوى لهذا الملف لانه يستهدف شريحة تمثل اللبنة الاساس لمستقبل البلد اي كلما تراجعت نسب الامية اتجهنا للتطور والازدهار بعيدا عن التخلف والظلام على الجهات المعنية التخطيط وبموازنة خاصة لأنعـــــــــاش قسم محو الأمية في العراق ببناء مدارس خاصة بها وتعيــــــــــين كوادر تربوية وذلك سينعكس ايجاباً من حيث انخفاض نسب الأمية من جهة وتشغيل الخريجين واستثمار الطاقات التعليمية العاطلة من جـــــــــهة اخرى واجراء الاحصاء السكاني لمعرفة النسب الدقيقة للأمية ليكون بعد ذلك البدء والانطلاق بمشروع محو الأمية من اجل عراق خال من الأمية.