احتفى أطباء في بريطانيا بإتمام طفلة مبتسرة عامها الأول على الرغم من أن قلبها توقف عن النبض لمدة 22 دقيقةبعد مرور أيام قليلة على ولادتها.
واعتبر أطباء أشرفوا على علاج الطفلة أنها بمثابة "معجزة".
فقد عانت ليسي شريف، التي ولدت في الأسبوع 27 من الحمل وكانت تزن 635 غراما، من أزمتين قلبيتين خلال جراحة طارئة، أجريت لها بعد 5 أيام من ولادتها.
ومع أن والديها كانا يستعدان لأسوأ الاحتمالات، نجت الطفلة التي يتوقع الأطباء أنها ستنمو، وتعيش حياة طبيعية.
وولدت ليسي عبر عملية ولادة قيصرية طارئة، ثم عكف الأطباء على علاج مشكلة حادة في أمعائها.
وخلال عملية جراحية توقف قلبها عن النبض لمدة 12 دقيقة، قبل أن يتمكن الأطباء من إعادة إنعاشها. ثم توقف القلب عن النبض مرة أخرى لمدة 10 دقائق.
"مشاعر متقلبة"
ويقول الدكتور توماس برين، استشاري التخدير الذي أشرف على العملية وكان مسؤولا عن فريق الإنعاش: "كانت العملية تسير بسلام، لكن حالتها تدهورت وخشينا أن تفارق الحياة، لكننا لم نستسلم".
ويقول إنه لم تمر عليه مثل هذه الحالة، لطفل صغير للغاية ومريض للغاية.
ويضيف الدكتور برين أن ليسي كانت "مقاتلة للغاية"، تتحدى الظروف لكي تنجو.
وكان والدا ليسي يدركان أنها ليست على ما يرام، وأن فرصها في الحياة ضئيلة.
وقالت أمها لويز البالغة من العمر 39 عاما: "لم نعتقد أنها ستنجو من الجراحة، وظننا أننا سنسجل شهادة ميلاد ليسي وشهادة وفاتها، في نفس الوقت".
وأضافت: "لقد عشنا مشاعر متقلبة. في البداية ظننا أننا سنعود للمنزل كعائلة من أربعة أفراد لكنها أصبحت من ثلاثة أفراد فقط، ثم عدنا أربعة أفراد مرة أخرى".
ويكتنف الخضوع لعملية جراحية في مثل هذا العمر الصغير للغاية مخاطر كبيرة، لكن الأطباء يقولون إنه بدون العملية كانت فرص ليسي في الحياة ضئيلة.
"عيد ميلاد سعيد"
وبعد الجراحة تحسنت حالتها ببطئ، واحتاجت إلى جراحة أخرى بعد مرور 13 يوما على ولادتها.
وفبراير/شباط الماضي، خرجت ليسي أخيرا من المستشفى بعد قضاء 111 يوما فيها.
ويقول الدكتور زاهد مختار، جراح الأطفال: "ستستمر في المتابعة لكنها ستنمو وتعيش حياة طبيعية، وهو خبر رائع".
وأضاف قائلا: "عيد ميلاد سعيد يا ليسي. الطفلة المعجزة".
وخضعت ليسي لعملية جراحية لسد الفتحة الشهر الماضي، وكانت ناجحة.
وعادت العائلة حاليا لمنزلها، مع ليسي وشقيقها ألفي، البالغ من العمر خمس سنوات.
وقالت لويز إن الأشهر الأربعة، التي أمضتها ابنتها في المستشفى، كانت صعبة للغاية، لكنها كانت تعلم أنها في أيد أمينة.
وتقول: "لم نكن لنحتفل بعيد ميلاد ليسي الأول، دون الجهد الذي بذله طاقم مستشفى سان جورج".
وأضافت: "الرعاية التي تلقتها ابنتي منذ وصولنا إلى المستشفى كانت استثنائية. لم أجد أي تقصير".