مكانة الحجاب داخل الخطاب الديني
أصبح الحجاب يحتلُّ مكانةً مهمّة داخل الخطاب الديني المعاصر، رغم غيابه في المصنفات الفقهيّة الكبرى، إذ لم يَرِد باب في الفقه في أيّ من المؤلفات الفقهيّة المعمول بها إلى يومنا هذا، لأنّه في الواقع لا يُناقَش كالتزامٍ ديني أو زيٍّ اجتماعي، فلو كان كذلك لأمكن لبسه اليوم وتغييره غداً، كما يُلبس أيّ لباسٍ آخر يوماً ويغيّر في اليوم التالي، لكنّه يعبّر عن هوية، وأكثر من ذلك عن سيطرة الذّكر على المرأة داخل هذه المجتمعات المحافظة، التّي وجدت في الدّين مبرّراً قويّاً لإقناع الآخرين بمحافظتها، الحجاب إذن، ومن ورائه المرأة، هو آخر الأمور التّي تتحكّم بها هذه المجتمعات بعدما فقدت السّيطرة على مصيرها، لأنّها تعيش حالة من الانهيار والتواجد خارج التاريخ، فلم يبق في يدها إلّا المرأة لتثبت وجودها من خلالها وتعبّر عن هويّتها وانتمائها، لأجل هذا السّبب تساهل الكثير من الشّيوخ والدّعاة في مسألة لبس الحجاب، وركّزوا فقط على تغطية الرّأس وغضوا الطّرف تماماً على الباقي. الحجاب بهذا الشّكل ضرورة هويّةٍ ووجود وليس له علاقة بإيمانيّات المرأة.
الإسلام عقيدة إيمانيّة وتشريعات
لا أفهم كيف بعد هذا يتمسّك المسلمون بأفكارٍ مماثلة، ولا يرغبون في مواجهة ذاكرتهم عن طريق استحضار تاريخهم والتّفريق بينهما بشكلٍ موضوعي، لأن الحياة الاجتماعيّة ليست مقدّسة والفاعلين فيها ليسوا كذلك أيضاً. الإسلام ليس عقيدة إيمانيّة فقط بل تشريعات، وهي صالحة هنا وغير صالحة هناك، ويجب التخلّص في كلِّ عصر من الأشياء العالقة به وغير الضروريّة للعصر الحديث، لأنّها تثقل كاهل الإسلام وتضعه كلّ مرة في سياق ليس سياقه، بتحميله ما لا يحتمل. الإسلام لم يحرّر المرأة ولم يحاول حتى ذلك بل ما فعله محدّثو، فقهاء ومسلمو الإسلام أضرّ بالمرأة أكثر، وصدّر وضعاً خاّصاً إلى مجتمعات لها أوضاعها المغايرة، حتى لم نعد نستطع تخيّل حالة الشاميّة أو العراقيّة أو المصريّة أو الشّمال أفريقيّة قبل الإسلام، أو حال المرأة في القبائل العربيّة بالجزيرة قبل الإسلام. يعاني الإسلام اليوم من مشكلة التّعميم لأمورٍ لا يجب أن تعمّم من جهةٍ، ومشكلة الاقتصار على الوحدة الجزئيّة للآيات والسّور ونزعها عن وحدتها الكلّية وسياقاتها التّاريخية، من جهة أخرى.
أصبح الحجاب يحتلُّ مكانةً مهمّة داخل الخطاب الديني المعاصر، رغم غيابه في المصنفات الفقهيّة الكبرى، إذ لم يَرِد باب في الفقه في أيّ من المؤلفات الفقهيّة المعمول بها إلى يومنا هذا، لأنّه في الواقع لا يُناقَش كالتزامٍ ديني أو زيٍّ اجتماعي، فلو كان كذلك لأمكن لبسه اليوم وتغييره غداً، كما يُلبس أيّ لباسٍ آخر يوماً ويغيّر في اليوم التالي، لكنّه يعبّر عن هوية، وأكثر من ذلك عن سيطرة الذّكر على المرأة داخل هذه المجتمعات المحافظة، التّي وجدت في الدّين مبرّراً قويّاً لإقناع الآخرين بمحافظتها، الحجاب إذن، ومن ورائه المرأة، هو آخر الأمور التّي تتحكّم بها هذه المجتمعات بعدما فقدت السّيطرة على مصيرها، لأنّها تعيش حالة من الانهيار والتواجد خارج التاريخ، فلم يبق في يدها إلّا المرأة لتثبت وجودها من خلالها وتعبّر عن هويّتها وانتمائها، لأجل هذا السّبب تساهل الكثير من الشّيوخ والدّعاة في مسألة لبس الحجاب، وركّزوا فقط على تغطية الرّأس وغضوا الطّرف تماماً على الباقي. الحجاب بهذا الشّكل ضرورة هويّةٍ ووجود وليس له علاقة بإيمانيّات المرأة.
الإسلام عقيدة إيمانيّة وتشريعات
لا أفهم كيف بعد هذا يتمسّك المسلمون بأفكارٍ مماثلة، ولا يرغبون في مواجهة ذاكرتهم عن طريق استحضار تاريخهم والتّفريق بينهما بشكلٍ موضوعي، لأن الحياة الاجتماعيّة ليست مقدّسة والفاعلين فيها ليسوا كذلك أيضاً. الإسلام ليس عقيدة إيمانيّة فقط بل تشريعات، وهي صالحة هنا وغير صالحة هناك، ويجب التخلّص في كلِّ عصر من الأشياء العالقة به وغير الضروريّة للعصر الحديث، لأنّها تثقل كاهل الإسلام وتضعه كلّ مرة في سياق ليس سياقه، بتحميله ما لا يحتمل. الإسلام لم يحرّر المرأة ولم يحاول حتى ذلك بل ما فعله محدّثو، فقهاء ومسلمو الإسلام أضرّ بالمرأة أكثر، وصدّر وضعاً خاّصاً إلى مجتمعات لها أوضاعها المغايرة، حتى لم نعد نستطع تخيّل حالة الشاميّة أو العراقيّة أو المصريّة أو الشّمال أفريقيّة قبل الإسلام، أو حال المرأة في القبائل العربيّة بالجزيرة قبل الإسلام. يعاني الإسلام اليوم من مشكلة التّعميم لأمورٍ لا يجب أن تعمّم من جهةٍ، ومشكلة الاقتصار على الوحدة الجزئيّة للآيات والسّور ونزعها عن وحدتها الكلّية وسياقاتها التّاريخية، من جهة أخرى.