كيف به والجفاء يبعد به | وفرقة الصب منتهى أربه |
تاللَه ما أن ينى يباعدنا | بالغدر في جده وفي لعبه |
إن يصغ للشوق بعد ذاك فقد | أسرف في كبره وفي غضبه |
وكيف يرجو البقاء من رجلٍ | لم يبق من وصلةٍ إلى سببه |
إن مر لم يكترث لخطرته | أو قال لم يتلفت إلى خطبه |
قد قل من يصدق الوداد فما | أحس من ودهم سوى كذبه |
أعطشني الناس بعد أن رويوا | من مستهل الوفاء منسكبه |
جفوا كما جفت الحاية فما | أعرف من عودهم سوى حطبه |
مالي وما للزمان واعجبي | واعجب أن يكف عن عجبه |
غضا غدير الوفاء في زمن | فاض بما لا يجف من نوبه |
ما جو هذا الزمان من أربي | رجال هذا الزمان أخلق به |
أصحب من لا أود صحبته | ومن أذوق البعاد في قربه |
لم يبق عندي من الرجاء سوى ال | قنوط من برقه ومن صببه |
وزفرةٍ تحطم الضلوع لها | على زمان عريت من قشبه |
وحسرةٍ أثر غلمةٍ ذهبوا | عنّىً فلج الزمان في حربه |
يسرع دمعي إذا ذكرتهم | إسراع فيض الغمام في صببه |
أما فتىً صادق الهوى كأخي | شكري يرد الزمان عن نوبه |
أوثق من تصطفي وأكرم من | تأخذ من عقله ومن أدبه |
خلائقٌ سهلةٌ موطأة | كالبارد العذب غب منسكبه |
كم مجلسٍ والوداد ثالثنا | والراح تجلى كالحق من حجبه |
ذاك قريبي وليس من رحمي | وهو نسيبي ولست من نسبه |
إن ضرب الذهر بيننا فلقد | لف كما كان قبل شملي به |