في عالم الإنترنت اليوم هناك الكثير من أنواع المحتوى المتاح للمستخدمين، فالأمر يبدأ من المحتوى النصي كالذي تقرأه الآن ولا يتوقف عند محتوى الفيديو والصوت وسواه. وبين أنواع المحتوى العديدة المتاحة اليوم فالألعاب موجودة بقوة دون شك. حيث أن العقد الأخير من الزمن حمل معه انتقالاً واضحاً نحو الألعاب عبر الإنترنت بدلاً من الألعاب التقليدية التي يلعبها لاعب واحد فقط.
وبينما أن سرعة الإنترنت مهمة لمختلف أنواع المحتوى عادة، فالأمر مختلف بالنسبة للألعاب التي عادة ما تعمل بشكل جيد سواء كانت سرعة الاتصال لديك بطيئة للغاية مثل 1Mb/s أو أنها مرتفعة للغاية مثل 1Gb/s. هذا الأمر يعود بالطبع لكون الألعاب عبر الإنترنت عادة ما تتبادل حجماً صغيراً للغاية من البيانات بحيث لا تتأثر بسرعة نقل البيانات بحد ذاتها. لكن وفي معظم الحالات تتأثر الألعاب بأمر آخر هو قيمة Ping.
في هذا المقال سنتناول ما هي قيمة Ping وما هي أهميتها بالنسبة للألعاب بالتحديد، كما أننا سنتحدث عن أهم الخطوات الضرورية لتحسين أداء الألعاب عبر الإنترنت بتخفيض قيمة Ping إلى الحدود الدنيا.
ما هي قيمة Ping وعن ماذا تعبر بالتحديد؟
انتبه جيداً إلى أن قيمة Ping تختلف من موقع لآخر، وحتى مع قيم منخفضة عادة من الممكن أن تصبح القيمة مرتفعة أكثر من اللازم في حال اتصلت بخادم بعيد جداً
في حال قمت بالدخول إلى أي اختبار لسرعة الإنترنت مثل الظاهر في الصورة أعلاه. ستلاحظ أن هناك 3 قيم أساسية عادة ما يتم عرضها. الأولى هي سرعة التنزيل (Download Speed) والثانية هي سرعة الرفع (Upload Speed) وكلاهما يقاس بـ Mb/s عادة. بينما القيمة الثالثة هي ما يسمى Ping (أو أحياناً Latency) وتقاس بأجزاء من ألف من الثانية (ميلي ثانية ms).
هذه القيمة الأخيرة تدل على الوقت اللازم لإصدار إشارة من جهازك ووصولها إلى الخادم البعيد ومن ثم عودتها إليك. وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون فهذه القيمة لا علاقة لها أبداً بسرعات التنزيل والرفع. حيث أن القيمة قد تكون أفضل في اتصال بطيء بسرعة 2Mb/s مقارنة باتصال أسرع بكثير مثل 200Mb/s. وكون هذه القيمة عادة ما تعبر عن الوقت اللازم لإرسال واستقبال الإشارة، فكلما كانت قيمتها أدنى فالأمر أفضل كون الاتصال يتم بشكل أسرع فعلياً.
الجدير بالذكر هنا هو أن قيمة Ping هذه ليست ثابتة حقاً، بل أنها تتبع للكثير من العوامل وتختلف حسب الخادم البعيد الذي تحاول الوصول إليه. ففي حال حاولت الاتصال بخادمين مختلفين من نفس الشبكة، الأول على مسافة 300 كيلومتر فقط، فيما أن الثاني بعيد 2500 كيلومتر، فقيمة Ping للأول ستكون أدنى بشكل ملحوظ من قيمتها للثاني كون التوصيلات أطول ويجب على الإشارة قطع مسافة أكبر للوصول والعودة.
اقرأ المزيد: كيف يعرف المتصفح إلى أي عنوان يوجهك من اسم الموقع فقط؟
لماذا قيمة Ping مهمة للغاية بالنسبة للألعاب؟
في حال كنت تشاهد فيديو على YouTube أو تتصفح بعض الصور على Instagram، فالمتوقع هو أنك ستنتظر عدة ثوانٍ ليبدأ المحتوى بالظهور. وعند الانتظار لبضعة ثوانٍ على أي حال فتأخير صغير مثل 0.2 ثانية لا يبدو مهماً حقاً.
لكن وعلى عكس الفيديو والصور فالألعاب محتوى تفاعلي، أي أن البيانات ترسل من جهازك وتعود إليه طوال الوقت ومن المهم أن تصل خلال وقت زمني قصير للغاية للحفاظ على المزامنة بين جهازك والخادم البعيد.
في الألعاب التي تعتمد على الإنترنت، كثيراً ما يكون من الضروري للاعب اتخاذ القرارات بسرعة وبشكل لحظي حتى. لكن في حال كان هناك تأخير في وصول الأوامر من جهازك إلى الخادم يصبح لدى اللاعبين الآخرين أفضلية عليك. هذه الأفضلية تظهر عادة في ألعاب إطلاق النار حيث يحصل الـ Lag ويكون العدو قادراً على إصابتك وقتلك قبل أن تمتلك فرصة لردة فعل حتى.
ما هي القيم المثالية لـ Ping ومتى تكون القيم سيئة أم جيدة؟
في معظم الحالات قيمة Ping أعلى من 150 تجعل تجربة اللعب سيئة للغاية ولا تحتمل
مع كون قيمة Ping تعبر عن الوقت اللازم لاستجابة الخادم البعيد للطلبات، فالقيم الأصغر هي دائماً أفضل. وفيما أن معايير الجيد والسيء تختلف بشكل كبير حسب المستخدم بداية من اللاعبين المحترفين ووصولاً إلى اللاعبين العاديين، هناك معايير معتادة للقيم المقبولة لـ Ping. بالطبع فالقيم المثالية صعبة التحقيق وبالأخص في المسافات البعيدة، لكن هنا المجالات الأهم لقيم Ping:
اقرأ المزيد: كيف تستطيع تسريع الإنترنت وتحسين جودة الاتصال إلى أفضل حد ممكن
كيف تستطيع تخفيض قيمة Ping وتحسين أداء الألعاب بالنتيجة؟
كما ذكرنا أعلاه، فقيمة Ping تتبع للعديد من العوامل المختلفة. وبينما أن الكثير من هذه العوامل خارج تحكم المستخدم (مثل موقع الخادم الجغرافي) هناك في الواقع الكثير من التفاصيل التي تؤثر على قيمة Ping ويمكن التغيير فيها لتقديم نتيجة أفضل:
استخدم جهاز بث (Router) أفضل
في الكثير من الحالات تكون المشكلة من جهاز البث المستخدم وليس لأي أسباب أخرى
هذا الأمر قد يذهب عن بال الكثيرين، لكن جهاز البث (Router) الذي تستخدمه يمتلك تأثيراً كبيراً على تأخر إرسال واستقبال البيانات. حيث أن استخدام جهاز بث قديم للغاية ويعاني من مشاكل أو أنه من نوع سيء ببساطة قد يعني إضافي 100 أو 200ms إضافية إلى قيمة Ping لديك وبالتالي تخريب تجربة اللعب بشكل كامل.
بالطبع وفي بعض الحالات قد لا يكون تغيير جهاز البث أمراً متاحاً بسبب القيود المفروضة من الشركة المزودة للخدمة. لكن في حال كان تغيير جهاز البث أمراً متاحاً فالانتقال لاستخدام جهاز بث أفضل من الممكن أن يجعل تجربة اللعب أسرع وأفضل بكثير بغض النظر عن سرعة اتصال الإنترنت.
تأكد من عدم وجود أي قطع أو ضرر في التوصيلات
الكوابل التي تعاني من مشاكل أو تقطعات من الممكن أن تجعل قيمة Ping لديك مرتفعة للغاية
كما يعرف معظم الأشخاص، فاتصال الإنترنت عادة ما يصل عبر إشارة كهربائية* تمر في الكوابل وصولاً إلى المستخدم. ومع أن هذه الإشارة تنتقل بسرعة كبيرة للغاية، فسرعتها من الممكن أن تتأثر بشكل كبير عند وجود مقاومة عالية في الأسلاك والتمديدات. بالطبع فالمقاومة قد تكون ناتجة عن مادة صنع السلك (بعض الأسلاك تصنع من الألمنيوم الأعلى مقاومة بدلاً من النحاس) أو من كون السلك مصنوعاً من عدة أجزاء موصلة مع بعضها البعض.
في الحالة العادية وجود وصلة واحدة أو اثنتين لا يؤثر على سرعة الاستجابة وقيمة Ping حقاً، لكن في حال وجود عدد كبير من الوصلات المتتالية أو وجود أكسدة مثلاً مكان الوصلة أو ضغط السلك بحيث يكاد ينقطع في بعض النقاط، من الممكن أن ينتج تأخير واضح في نقل الإشارة وحتى في سرعة الإنترنت.
لذا وفي حال كان الأمر متاحاً استخدم أسلاكاً جيدة دون وصلات عديدة وانتبه من كونها قد تتعرض للتلف في بعض الأماكن، وبالطبع تأكد من تغطية نقاط الوصل وعزلها جيداً لمنع أكسدتها.
*ملاحظة: بالطبع فالإشارة من الممكن أن تنتقل عبر كوابل الألياف الضوئية كذلك. لكن حتى الآن لا يزال استخدام كوابل الألياف الضوئية قليلاً ونادراً حتى.
أقرأ المزيد: أنواع الوصلات المختلفة التي كانت موجودة قبل USB لكنها انقرضت لاحقاً
استخدم الكوابل بدل شبكات Wi-Fi اللاسلكية عند الإمكان
استخدام الكوابل بدلاً من الشبكات اللاسلكية من الممكن أن يحسن تجربة الألعاب بشكل ملحوظ
في الغالبية العظمى من أجهزة البث هناك خياران لوصل الأجهزة: الشبكة اللاسلكية Wi-Fi أو ببساطة عبر منافذ Ethernet لصنع شبكة محلية (LAN). بالطبع فالشبكات اللاسلكية مفضلة في معظم الحالات كونها أسهل للتعامل معها كما أنها تتيح حرية الحركة دون المشاكل المعتادة للوصلات السلكية. لكن في حال كنت تريد الألعاب وتستخدم حاسوباً مكتبياً أو حاسوباً محمولاً مع منفذ Ethernet فالأفضل دائماً هو الاتصال بالاعتماد على شبكة LAN المحلية.
السبب في تفضيل الاتصال السلكي للألعاب هو كونه عادة ما يمتلك قيمة Ping أدنى في الواقع. فعلى عكس الإشارات اللاسلكية حيث يحتاج جهاز البث (Router) إلى إرسال البيانات بشكل متقطع واستقبالها بشكل متقطع (كون الهوائيات لا تدعم الإرسال والاستقبال بنفس الوقت). يتم الأمر بشكل فوري عبر كوابل Ethernet مما يوفر بعض الأجزاء من الثانية في وقت الاستجابة. ومع أن هذا التأثير ليس ملحوظاً في الاستخدامات العادية، فهو مهم ف الألعاب حيث كل جزء من الثانية مهم.
اقرأ المزيد: خطوات ضرورية لحماية الشبكات اللاسلكية (واي فاي) من المخترقين والمتلصصين
اختر الخادم الأقرب جغرافياً إليك والأنسب من حيث قيمة Ping الخاصة به
اختيار الخادم المناسب هي جزء أساسي من تجربة اللعب وبالأخص في الألعاب التي تتضمن القتال.
بالنسبة للألعاب الصغيرة والجديدة، عادة ما يكون هناك خادم وحيد فقط هو المسؤول عن كل اللاعبين في كل المباريات معاً. لكن بالنسبة للألعاب لكبيرة فالأمر مختلف في الواقع حيث هناك العديد من الخيارات المختلفة للخوادم كون خادم واحد لا يكفي لكل اللاعبين. عموماً يتم توزيع هذه الخوادم بشكل جغرافي بحيث تقدم أفضل سرعة استجابة ممكنة للاعبين. وعادة ما يكون هناك خوادم مخصصة لكل من أمريكا الشمالية وأوروبا وجنوب شرق آسيا بالدرجة الأولى.
بالطبع فالكثير من الألعاب تقوم بوصل اللاعبين بالخوادم بشكل تلقائي (حسب الخادم الأقرب إليهم جغرافياً أو الأقل انشغالاً). لكن في الكثير من الحالات تتيح الألعاب اختيار الخادم المطلوب بشكل يدوي من قبل اللعاب. وهنا عادة ما يكون الأمر محيراً للاعبين في المنطقة العربية. حيث أن الألعاب نادراً ما تخصص خوادم للمنطقة العربية، وبالنتيجة غالباً ما يكون الخيار الأفضل هو الخوادم الأوروبية إن وجدت، والخيار الأسوأ هو جنوب شرق آسيا حيث قيمة Ping مرتفعة نسبياً للاعبين العرب.
اقرأ المزيد: ما هو موقع لينكد إن؟ وكيف تستخدمه لتطور مسيرتك المهنية والعثور على عمل أفضل
تجنب استخدام مخدم بديل (Proxy Server) أو خدمة VPN
استخدام خدمات VPN مفيد للغاية في الكثير من الحالات. لكن في الألعاب التأثير عادة ما يكون سلبياً.
عند الرغبة بالوصول إلى ماقع أو خدمات محجوبة لسبب من الأسباب، فخدمات بروكسي وVPN هي خيار مثالي بالطبع. لكن هذه الخدمات وعلى الرغم من فوائدها تشكل مشكلة حقيقية عند الحديث عن الألعاب. حيث أن استخدامها يؤدي إلى ارتفاع قيمة Ping بشكل واضح وبالأخص في حال الاعتماد على الخدمات المجانية غير المدفوعة.
بالطبع هناك خدمات VPN مدفوعة تقدم سرعة استجابة ممتازة مع زيادة صغيرة في قيمة Ping. لكن في الواقع وحتى مع أفضل الخدمات المستخدمة هناك دائماً زيادة في قيمة Ping وبالتالي أثر على الألعاب. وفي حال كان من الممكن تشغيل اللعبة دون الحاجة لخدمات VPN فالأفضل هو إيقاف هذه الخدمات أثناء اللعب لتجنب تأثيرها السلبي.
اقرأ المزيد: كيف تستطيع فتح المواقع المحجوبة والوصول إلى المحتوى المحظور من الحكومة أو الخدمات
أوقف التحديثات والتطبيقات التي تعمل في الخلفية
التحديثات والبرامج التي تستهلك اتصال الإنترنت في الخلفية قد تكون هي السبب في سوء أداء الألعاب
في حال كنت تمتلك اتصال إنترنت بطيء أصلاً فإيقاف التطبيقات التي تعمل في الخلفية وتستهلك اتصال الإنترنت يبدو أمراً منطقياً بالطبع. لكن حتى مع اتصال إنترنت عالي السرعة، فالتطبيقات التي تستخدم الإنترنت في الخلفية تشكل عبئاً إضافياً يؤثر بشكل سلبي على قيمة Ping وبالتالي يجعل تجربة اللعب أسوأ. وبالإضافة للتطبيقات والبرامج المعتادة، وربما التهديد الأكبر هنا هو التحديثات التي تستهلك اتصال الإنترنت بشراهة أكبر من غيرها.
بالطبع فاستهلاك الإنترنت من التطبيقات التي تعمل في الخلفية ليس السبب الوحيد للمشاكل هنا. حيث أن وجود أشخاص آخرين على الشبكة مع يرامج شرهة للإنترنت مثل برامج بث الفيديو أو مشاركة الملفات عبر تقنية التورنت يحدث نفس التأثير ويرفع من قيمة Ping بشكل واضح قد يوصله إلى قرابة 800ms أو أكثر في بعض الحالات.
اقرأ المزيد: كيف تستطيع إيقاف تحديثات ويندوز 10 التلقائية أو تأجيلها إلى وقت لاحق
تأكد من كون اتصالك بالشبكة مستقراً وقوياً
سواء كنت تعتمد شبكة Wi-Fi اللاسلكية أو تعتمد على اتصال سلكي (كما نصحنا أعلاه)، فمن المهم أن يكون اتصالك مستقراً قدر الإمكان. فحتى في أفضل الحالات ولو كان كل شيء مثالياً من الممكن أن تأتي المشاكل من التغطية الضعيفة لشبكة Wi-Fi أو من مشاكل في الوصلات السلكية وبالأخص كونها حساسة للغاية ومن الممكن أن تتضرر بسهولة عموماً.
في جميع الحالات يجب أن تحافظ على اتصال Wi-Fi قوي قدر الإمكان (بالاقتراب من جهاز البث وتجنب العوائق المباشرة مثل الجدران قدر الإمكان). وفي حال استخدام اتصال سلكي فالأفضل هو استخدام كابل ذي جودة عالية مقاوم للثني والتشقق، كما أن طول الكابل مهم هنا وكلما كان الكابل أقصر كانت النتيجة أفضل وقيمة Ping أدنى. وأخيراً في حال كنت تعتمد على بيانات الهاتف فالأمر يعتمد على جودة الشبكة في مكانك ببساطة.
The post ما هو Ping؟ لماذا هذه القيمة مهمة للألعاب، وكيف تقوم بتحسين أداء الألعاب عبر الإنترنت؟ appeared first on تقنية على مدار الساعة.
المصدر...
وبينما أن سرعة الإنترنت مهمة لمختلف أنواع المحتوى عادة، فالأمر مختلف بالنسبة للألعاب التي عادة ما تعمل بشكل جيد سواء كانت سرعة الاتصال لديك بطيئة للغاية مثل 1Mb/s أو أنها مرتفعة للغاية مثل 1Gb/s. هذا الأمر يعود بالطبع لكون الألعاب عبر الإنترنت عادة ما تتبادل حجماً صغيراً للغاية من البيانات بحيث لا تتأثر بسرعة نقل البيانات بحد ذاتها. لكن وفي معظم الحالات تتأثر الألعاب بأمر آخر هو قيمة Ping.
في هذا المقال سنتناول ما هي قيمة Ping وما هي أهميتها بالنسبة للألعاب بالتحديد، كما أننا سنتحدث عن أهم الخطوات الضرورية لتحسين أداء الألعاب عبر الإنترنت بتخفيض قيمة Ping إلى الحدود الدنيا.
ما هي قيمة Ping وعن ماذا تعبر بالتحديد؟
انتبه جيداً إلى أن قيمة Ping تختلف من موقع لآخر، وحتى مع قيم منخفضة عادة من الممكن أن تصبح القيمة مرتفعة أكثر من اللازم في حال اتصلت بخادم بعيد جداً
في حال قمت بالدخول إلى أي اختبار لسرعة الإنترنت مثل الظاهر في الصورة أعلاه. ستلاحظ أن هناك 3 قيم أساسية عادة ما يتم عرضها. الأولى هي سرعة التنزيل (Download Speed) والثانية هي سرعة الرفع (Upload Speed) وكلاهما يقاس بـ Mb/s عادة. بينما القيمة الثالثة هي ما يسمى Ping (أو أحياناً Latency) وتقاس بأجزاء من ألف من الثانية (ميلي ثانية ms).
هذه القيمة الأخيرة تدل على الوقت اللازم لإصدار إشارة من جهازك ووصولها إلى الخادم البعيد ومن ثم عودتها إليك. وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون فهذه القيمة لا علاقة لها أبداً بسرعات التنزيل والرفع. حيث أن القيمة قد تكون أفضل في اتصال بطيء بسرعة 2Mb/s مقارنة باتصال أسرع بكثير مثل 200Mb/s. وكون هذه القيمة عادة ما تعبر عن الوقت اللازم لإرسال واستقبال الإشارة، فكلما كانت قيمتها أدنى فالأمر أفضل كون الاتصال يتم بشكل أسرع فعلياً.
الجدير بالذكر هنا هو أن قيمة Ping هذه ليست ثابتة حقاً، بل أنها تتبع للكثير من العوامل وتختلف حسب الخادم البعيد الذي تحاول الوصول إليه. ففي حال حاولت الاتصال بخادمين مختلفين من نفس الشبكة، الأول على مسافة 300 كيلومتر فقط، فيما أن الثاني بعيد 2500 كيلومتر، فقيمة Ping للأول ستكون أدنى بشكل ملحوظ من قيمتها للثاني كون التوصيلات أطول ويجب على الإشارة قطع مسافة أكبر للوصول والعودة.
اقرأ المزيد: كيف يعرف المتصفح إلى أي عنوان يوجهك من اسم الموقع فقط؟
لماذا قيمة Ping مهمة للغاية بالنسبة للألعاب؟
في حال كنت تشاهد فيديو على YouTube أو تتصفح بعض الصور على Instagram، فالمتوقع هو أنك ستنتظر عدة ثوانٍ ليبدأ المحتوى بالظهور. وعند الانتظار لبضعة ثوانٍ على أي حال فتأخير صغير مثل 0.2 ثانية لا يبدو مهماً حقاً.
لكن وعلى عكس الفيديو والصور فالألعاب محتوى تفاعلي، أي أن البيانات ترسل من جهازك وتعود إليه طوال الوقت ومن المهم أن تصل خلال وقت زمني قصير للغاية للحفاظ على المزامنة بين جهازك والخادم البعيد.
في الألعاب التي تعتمد على الإنترنت، كثيراً ما يكون من الضروري للاعب اتخاذ القرارات بسرعة وبشكل لحظي حتى. لكن في حال كان هناك تأخير في وصول الأوامر من جهازك إلى الخادم يصبح لدى اللاعبين الآخرين أفضلية عليك. هذه الأفضلية تظهر عادة في ألعاب إطلاق النار حيث يحصل الـ Lag ويكون العدو قادراً على إصابتك وقتلك قبل أن تمتلك فرصة لردة فعل حتى.
ما هي القيم المثالية لـ Ping ومتى تكون القيم سيئة أم جيدة؟
في معظم الحالات قيمة Ping أعلى من 150 تجعل تجربة اللعب سيئة للغاية ولا تحتمل
مع كون قيمة Ping تعبر عن الوقت اللازم لاستجابة الخادم البعيد للطلبات، فالقيم الأصغر هي دائماً أفضل. وفيما أن معايير الجيد والسيء تختلف بشكل كبير حسب المستخدم بداية من اللاعبين المحترفين ووصولاً إلى اللاعبين العاديين، هناك معايير معتادة للقيم المقبولة لـ Ping. بالطبع فالقيم المثالية صعبة التحقيق وبالأخص في المسافات البعيدة، لكن هنا المجالات الأهم لقيم Ping:
- قيمة Ping من 0 إلى 20ms: قيمة ممتازة وتأخير صغير جداً بحيث من الصعب ملاحظته حتى بالنسبة للاعبين المحترفين.
- قيمة Ping من 20 إلى 80ms: قيمة جيدة في معظم الحالات، وبينما قد تعد غير مناسبة للمحترفين، فمن الصعب ملاحظة أية مشاكل في هذا المجال.
- قيمة Ping من 80 إلى 150ms: قيمة مقبولة عموماً، ومع أنها تحمل بعض التأخير الملحوظ أحياناً فهي ليست مشكلة حقاً للاعبين العاديين.
- قيمة Ping من 150 إلى 400ms: قيمة سيئة إلى حد بعيد مع مشاكل وLag واضح. ومع أنها قد تكون قابلة للعب فهي تعني أنك في موقف سيء مقابل اللاعبين الآخرين الذين سيتمكنون من رؤيتك والتغلب عليك بشكل أسهل.
- قيمة Ping أعلى من 400ms: في معظم الألعاب هذا يعني أن اللعبة غير قابلة للعب حقاً، وفي ألعاب إطلاق النار بالأخص ستكون مشاكل Lag واضحة جداً وتجربة اللعب سيئة بشكل مزعج للغاية.
اقرأ المزيد: كيف تستطيع تسريع الإنترنت وتحسين جودة الاتصال إلى أفضل حد ممكن
كيف تستطيع تخفيض قيمة Ping وتحسين أداء الألعاب بالنتيجة؟
كما ذكرنا أعلاه، فقيمة Ping تتبع للعديد من العوامل المختلفة. وبينما أن الكثير من هذه العوامل خارج تحكم المستخدم (مثل موقع الخادم الجغرافي) هناك في الواقع الكثير من التفاصيل التي تؤثر على قيمة Ping ويمكن التغيير فيها لتقديم نتيجة أفضل:
استخدم جهاز بث (Router) أفضل
في الكثير من الحالات تكون المشكلة من جهاز البث المستخدم وليس لأي أسباب أخرى
هذا الأمر قد يذهب عن بال الكثيرين، لكن جهاز البث (Router) الذي تستخدمه يمتلك تأثيراً كبيراً على تأخر إرسال واستقبال البيانات. حيث أن استخدام جهاز بث قديم للغاية ويعاني من مشاكل أو أنه من نوع سيء ببساطة قد يعني إضافي 100 أو 200ms إضافية إلى قيمة Ping لديك وبالتالي تخريب تجربة اللعب بشكل كامل.
بالطبع وفي بعض الحالات قد لا يكون تغيير جهاز البث أمراً متاحاً بسبب القيود المفروضة من الشركة المزودة للخدمة. لكن في حال كان تغيير جهاز البث أمراً متاحاً فالانتقال لاستخدام جهاز بث أفضل من الممكن أن يجعل تجربة اللعب أسرع وأفضل بكثير بغض النظر عن سرعة اتصال الإنترنت.
تأكد من عدم وجود أي قطع أو ضرر في التوصيلات
الكوابل التي تعاني من مشاكل أو تقطعات من الممكن أن تجعل قيمة Ping لديك مرتفعة للغاية
كما يعرف معظم الأشخاص، فاتصال الإنترنت عادة ما يصل عبر إشارة كهربائية* تمر في الكوابل وصولاً إلى المستخدم. ومع أن هذه الإشارة تنتقل بسرعة كبيرة للغاية، فسرعتها من الممكن أن تتأثر بشكل كبير عند وجود مقاومة عالية في الأسلاك والتمديدات. بالطبع فالمقاومة قد تكون ناتجة عن مادة صنع السلك (بعض الأسلاك تصنع من الألمنيوم الأعلى مقاومة بدلاً من النحاس) أو من كون السلك مصنوعاً من عدة أجزاء موصلة مع بعضها البعض.
في الحالة العادية وجود وصلة واحدة أو اثنتين لا يؤثر على سرعة الاستجابة وقيمة Ping حقاً، لكن في حال وجود عدد كبير من الوصلات المتتالية أو وجود أكسدة مثلاً مكان الوصلة أو ضغط السلك بحيث يكاد ينقطع في بعض النقاط، من الممكن أن ينتج تأخير واضح في نقل الإشارة وحتى في سرعة الإنترنت.
لذا وفي حال كان الأمر متاحاً استخدم أسلاكاً جيدة دون وصلات عديدة وانتبه من كونها قد تتعرض للتلف في بعض الأماكن، وبالطبع تأكد من تغطية نقاط الوصل وعزلها جيداً لمنع أكسدتها.
*ملاحظة: بالطبع فالإشارة من الممكن أن تنتقل عبر كوابل الألياف الضوئية كذلك. لكن حتى الآن لا يزال استخدام كوابل الألياف الضوئية قليلاً ونادراً حتى.
أقرأ المزيد: أنواع الوصلات المختلفة التي كانت موجودة قبل USB لكنها انقرضت لاحقاً
استخدم الكوابل بدل شبكات Wi-Fi اللاسلكية عند الإمكان
استخدام الكوابل بدلاً من الشبكات اللاسلكية من الممكن أن يحسن تجربة الألعاب بشكل ملحوظ
في الغالبية العظمى من أجهزة البث هناك خياران لوصل الأجهزة: الشبكة اللاسلكية Wi-Fi أو ببساطة عبر منافذ Ethernet لصنع شبكة محلية (LAN). بالطبع فالشبكات اللاسلكية مفضلة في معظم الحالات كونها أسهل للتعامل معها كما أنها تتيح حرية الحركة دون المشاكل المعتادة للوصلات السلكية. لكن في حال كنت تريد الألعاب وتستخدم حاسوباً مكتبياً أو حاسوباً محمولاً مع منفذ Ethernet فالأفضل دائماً هو الاتصال بالاعتماد على شبكة LAN المحلية.
السبب في تفضيل الاتصال السلكي للألعاب هو كونه عادة ما يمتلك قيمة Ping أدنى في الواقع. فعلى عكس الإشارات اللاسلكية حيث يحتاج جهاز البث (Router) إلى إرسال البيانات بشكل متقطع واستقبالها بشكل متقطع (كون الهوائيات لا تدعم الإرسال والاستقبال بنفس الوقت). يتم الأمر بشكل فوري عبر كوابل Ethernet مما يوفر بعض الأجزاء من الثانية في وقت الاستجابة. ومع أن هذا التأثير ليس ملحوظاً في الاستخدامات العادية، فهو مهم ف الألعاب حيث كل جزء من الثانية مهم.
اقرأ المزيد: خطوات ضرورية لحماية الشبكات اللاسلكية (واي فاي) من المخترقين والمتلصصين
اختر الخادم الأقرب جغرافياً إليك والأنسب من حيث قيمة Ping الخاصة به
اختيار الخادم المناسب هي جزء أساسي من تجربة اللعب وبالأخص في الألعاب التي تتضمن القتال.
بالنسبة للألعاب الصغيرة والجديدة، عادة ما يكون هناك خادم وحيد فقط هو المسؤول عن كل اللاعبين في كل المباريات معاً. لكن بالنسبة للألعاب لكبيرة فالأمر مختلف في الواقع حيث هناك العديد من الخيارات المختلفة للخوادم كون خادم واحد لا يكفي لكل اللاعبين. عموماً يتم توزيع هذه الخوادم بشكل جغرافي بحيث تقدم أفضل سرعة استجابة ممكنة للاعبين. وعادة ما يكون هناك خوادم مخصصة لكل من أمريكا الشمالية وأوروبا وجنوب شرق آسيا بالدرجة الأولى.
بالطبع فالكثير من الألعاب تقوم بوصل اللاعبين بالخوادم بشكل تلقائي (حسب الخادم الأقرب إليهم جغرافياً أو الأقل انشغالاً). لكن في الكثير من الحالات تتيح الألعاب اختيار الخادم المطلوب بشكل يدوي من قبل اللعاب. وهنا عادة ما يكون الأمر محيراً للاعبين في المنطقة العربية. حيث أن الألعاب نادراً ما تخصص خوادم للمنطقة العربية، وبالنتيجة غالباً ما يكون الخيار الأفضل هو الخوادم الأوروبية إن وجدت، والخيار الأسوأ هو جنوب شرق آسيا حيث قيمة Ping مرتفعة نسبياً للاعبين العرب.
اقرأ المزيد: ما هو موقع لينكد إن؟ وكيف تستخدمه لتطور مسيرتك المهنية والعثور على عمل أفضل
تجنب استخدام مخدم بديل (Proxy Server) أو خدمة VPN
استخدام خدمات VPN مفيد للغاية في الكثير من الحالات. لكن في الألعاب التأثير عادة ما يكون سلبياً.
عند الرغبة بالوصول إلى ماقع أو خدمات محجوبة لسبب من الأسباب، فخدمات بروكسي وVPN هي خيار مثالي بالطبع. لكن هذه الخدمات وعلى الرغم من فوائدها تشكل مشكلة حقيقية عند الحديث عن الألعاب. حيث أن استخدامها يؤدي إلى ارتفاع قيمة Ping بشكل واضح وبالأخص في حال الاعتماد على الخدمات المجانية غير المدفوعة.
بالطبع هناك خدمات VPN مدفوعة تقدم سرعة استجابة ممتازة مع زيادة صغيرة في قيمة Ping. لكن في الواقع وحتى مع أفضل الخدمات المستخدمة هناك دائماً زيادة في قيمة Ping وبالتالي أثر على الألعاب. وفي حال كان من الممكن تشغيل اللعبة دون الحاجة لخدمات VPN فالأفضل هو إيقاف هذه الخدمات أثناء اللعب لتجنب تأثيرها السلبي.
اقرأ المزيد: كيف تستطيع فتح المواقع المحجوبة والوصول إلى المحتوى المحظور من الحكومة أو الخدمات
أوقف التحديثات والتطبيقات التي تعمل في الخلفية
التحديثات والبرامج التي تستهلك اتصال الإنترنت في الخلفية قد تكون هي السبب في سوء أداء الألعاب
في حال كنت تمتلك اتصال إنترنت بطيء أصلاً فإيقاف التطبيقات التي تعمل في الخلفية وتستهلك اتصال الإنترنت يبدو أمراً منطقياً بالطبع. لكن حتى مع اتصال إنترنت عالي السرعة، فالتطبيقات التي تستخدم الإنترنت في الخلفية تشكل عبئاً إضافياً يؤثر بشكل سلبي على قيمة Ping وبالتالي يجعل تجربة اللعب أسوأ. وبالإضافة للتطبيقات والبرامج المعتادة، وربما التهديد الأكبر هنا هو التحديثات التي تستهلك اتصال الإنترنت بشراهة أكبر من غيرها.
بالطبع فاستهلاك الإنترنت من التطبيقات التي تعمل في الخلفية ليس السبب الوحيد للمشاكل هنا. حيث أن وجود أشخاص آخرين على الشبكة مع يرامج شرهة للإنترنت مثل برامج بث الفيديو أو مشاركة الملفات عبر تقنية التورنت يحدث نفس التأثير ويرفع من قيمة Ping بشكل واضح قد يوصله إلى قرابة 800ms أو أكثر في بعض الحالات.
اقرأ المزيد: كيف تستطيع إيقاف تحديثات ويندوز 10 التلقائية أو تأجيلها إلى وقت لاحق
تأكد من كون اتصالك بالشبكة مستقراً وقوياً
سواء كنت تعتمد شبكة Wi-Fi اللاسلكية أو تعتمد على اتصال سلكي (كما نصحنا أعلاه)، فمن المهم أن يكون اتصالك مستقراً قدر الإمكان. فحتى في أفضل الحالات ولو كان كل شيء مثالياً من الممكن أن تأتي المشاكل من التغطية الضعيفة لشبكة Wi-Fi أو من مشاكل في الوصلات السلكية وبالأخص كونها حساسة للغاية ومن الممكن أن تتضرر بسهولة عموماً.
في جميع الحالات يجب أن تحافظ على اتصال Wi-Fi قوي قدر الإمكان (بالاقتراب من جهاز البث وتجنب العوائق المباشرة مثل الجدران قدر الإمكان). وفي حال استخدام اتصال سلكي فالأفضل هو استخدام كابل ذي جودة عالية مقاوم للثني والتشقق، كما أن طول الكابل مهم هنا وكلما كان الكابل أقصر كانت النتيجة أفضل وقيمة Ping أدنى. وأخيراً في حال كنت تعتمد على بيانات الهاتف فالأمر يعتمد على جودة الشبكة في مكانك ببساطة.
The post ما هو Ping؟ لماذا هذه القيمة مهمة للألعاب، وكيف تقوم بتحسين أداء الألعاب عبر الإنترنت؟ appeared first on تقنية على مدار الساعة.
المصدر...