كيف تتقبل التغيير

الإهداءات
  • غزل من من قلب الغزل ..:
    ضياءٌ شعَّ من أرض المدينة و زُفَّت البشرى لرسول الله (ص) بولادة سبطه الأول الإمام المجتبى (ع).✨💚
  • غزل من قلب الغزل:
    "يارب دائمًا اعطنّي على قد نيتي وسخر لي الأشخاص اللي يشبهون قلبي🌿✨. .
  • غزل من قلب الغزل:
    مارس الرحمة قدر المُستطاع فكلما تلطفت مع خلق الله زاد الله لطفهُ حولك.💐
  • غزل من قلب الغزل:
    اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفو عنا ♥️😌
كل شيء يتغير باستمرار، فنحن جميعا نكبر في السن قليلا ونصبح أكثر خبرة في العمل، كما أن مؤسساتنا تواجه باستمرار تحديات جديدة ومختلفة مع عملاء وموردین وموظفين والعديد من أصحاب المصلحة الآخرين. نحاول أن نصنع ميزانيات وتوقعات لما سيحدث في شركاتنا، لكن غالبا ما يكون الواقع مختلفا. لا شيء يبقى كما هو على ما يبدو في الحياة العملية ويبدو أن فكر مدرسة إدارة الأعمال يعجل من ذلك عن طريق الترويج إلى حاجة المؤسسات للتطور والتغير.

لا يبدو أن البشر يحبون التغيير وغالبية الناس الذين اعرفهم وعملت معهم في الحقيقة يكرهون ترك الوضع الراهن لمناطق الراحة الخاصة بهم. فالرؤساء الجدد، والأنظمة الجديدة، والمنتجات الجديدة، وطلبات العملاء الجديدة قد يتم استقبالها غالبا بالمقاومة، ويمكن لذلك أن يكون له أي عدد من التأثيرات السلبية على العمل، من نزاعات وتوتر مرورا بحالات تأخير وعملاء غاضبين.

يمكن للتغييرات أن تكون بأي قدر وسيظل الناس يستجيبون لها بنفس الطريقة؛ فإما أن يكونوا ضد التغيير أو أكثر انفتاحا لتقبل التغيير. اعتاد أحد زملائي القدامى أن يغضب عندما يغير مقصف شركتنا لائحة الطعام دون إنذار. ليس من المستغرب، إنه كان أحيانا يثور في غضب شديد عندما تؤثر عليه تغييرات أكبر في العمل.

إن الاشخاص الناجحين حقا في العمل قد تعلموا أن يتقبلوا ويحتضنوا التغيير وأن يسايروا تيار التغييرات في بيئة عملهم. يبدو أنهم يفهمون أن التغيير حتمي ولا يريدون أن يتخلفوا عن الآخرين. في الواقع، هؤلاء في الأغلب من الأوائل الذين يدعمون ويساعدون بشكل مثمر على تطبيق التغييرات المطلوبة في مكان عملهم.

إن الكثير من كيفية تعاملنا مع التغيير يرتبط بطريقة تفكيرنا وكيف نختار أن نستجيب إزاء معلومات جديدة أو مختلفة. يمكنك دائما أن تلاحظ أولئك الزملاء الذين مروا بالكثير من التغييرات المتنوعة في مسيرتهم المهنية – بغض النظر عن احتمالية وجود الشعر الأشيب لديهم، يبدو أنهم يستجيبون بشكل أكثر هدوءا، ويكونون أكثر تأملا، وينصتون جيدا عندما تحدث تغييرات لهم أو من حولهم.

ستساعدك الاستراتيجيات التالية على التصرف بتلك الطرق الأكثر نضجا إزاء أي نوع من التغيير تقابله في عملك.

تفهم مراحل التعامل مع التغيير
يبدو أن هناك عملية يمكن التنبؤ بها يمر بها الناس عند مواجهة أي نوع من التغيير في مقر عملهم والاضطرار للتعامل معه. يمكن مقارنة هذه العملية بمراحل الحزن عند موت شخص عزيز. عادة ما تبدأ العملية بحالة من الإنكار، ثم الانزعاج والغضب قبل المقاومة وأخيرا القبول. كن على استعداد لأن تفهم أنك أنت ومن تعمل معهم قد تستجيبون للتغيير بأن تكونوا ظاهريا عالقين في أي مرحلة من تلك المراحل الأربع:

التجاهل والإنكار
يبدو أن بعض الناس يضعون رؤوسهم في الرمال” ويحاولون التصرف وكأنه لا يوجد هناك تغيير مقترح أو يحدث بالفعل. قد يصبح هذا عادة سيئة بالنسبة لبعض الناس.

الغضب والانزعاج
هل سبق لك أن انزعجت عندما تغير شيء ما من حولك؟ قد يصبح بعض الناس حساسين إلى حد كبير ويتمسكون بمثل هذا الانزعاج والغضب. هذا قد يؤثر حقا على قدرتهم على أن يكونوا موضوعيين ومتزنین.

الصراع والمقاومة
بعض الناس يعارضون التغييرات علنا فيحين أن هناك آخرين قد يبدو وكأنهم يؤيدونها في العلن لكنهم لا يزالون يقاومون، بكونهم متباطئين للغاية في المساعدة بتطبيق الجزء الخاص بهم في أي تغيير على سبيل المثال.

التكيف والتقبل
هذه هي المرحلة المثالية، والتي يتمنى المرء أن يتمكن الجميع من الوصول إليها بأسرع ما يمكن أن يتجنبوا أن يعلقوا في أي من المراحل الثلاث السابقة.

هل سبق وأن علقت في أي من المراحل الثلاث الأولى؟ يمكن للوعي أن يكون نقطة انطلاق من أجل معالجة الأساليب التي تستجيب بها للتغيير بأي طريقة سلبية والتي يمكن تفسيرها على أنها مقاومة أو معارضة لهذا التغيير بشكل خاص.

اعمل على تحسين مناطق ضعفك
إليك بعض النصائح بشأن كيفية تجنبك أن تعلق في أي من تلك المراحل الثلاث الأولى الملخصة بالأعلى من عملية التعامل مع التغيير. كن صادقا مع نفسك بخصوص كيفية تعاملك مع التغيير. أنا لا أعرف أي أحد يستطيع أن يقول بأمانة، إنه حين واجهته تغييرات، لم يتصرف أبدا بإنكار، أو يغضب وينزعج أو يتصدى ويقاوم. يظهر كل البشر على الأقل واحدة من تلك المراحل الثلاث، حتى ولو لوقت قصير فقط.

إذا وجدت نفسك تختار أن تتجاهل وتنكر التغييرات التي يتم فرضها عليك أو طلبها منك، فمن الجيد أن تسأل نفسك عن السبب. ربما لديك عادة تأجيل الحوارات الصعبة، والتعامل مع التغيير يقع تحت الفئة ذاتها؟ ربما نمت لديك عادة كره الأخبار السيئة وترى التغيير شيئا سيئا؟ إن التغلب على إنكار المرء للتغيير يتعلق بتعديل طريقة تفكيرك، وحسب خبرتي، ربما تحتاج إلى مساعدة زملائك.

أقترح عليك أن تطلب من عدد قليل منهم أن ينبهوك بمجرد أن يحسوا بأنك تتجاهل تغييرا طلب منك القيام به أو يلزم أن يحدث من حولك.

ماذا تفعل إن كنت شخصا ممن لديهم نمط الانزعاج و/ أو الغضب عند مواجهة التغيير في الحالات القصوى يمكنك الاستفادة من البحث عن مساعدة لكبح جماح الغضب أو استشارة معالج. لحسن الحظ، في الغالبية العظمى من الحالات، لا يتطلب الأمر شيئا صارما للغاية وعليك فقط أن تكون أكثر إدراكا وأن تتوقف برهة قبل أن تستجيب لأي نوع من المشاكل المتعلقة بالتغيير.

وهنا أيضا، يمكنك طلب الدعم من بضع زملاء موثوق بهم أو حتى من رئيسك وأن تطلب منهم أن يأمروك بالتوقف حالما يشعرون أنك ربما تتصرف بشكل مبالغ فيه انفعاليا تجاه أحد الأشياء.

وأخيراً كيف يمكن أن تكف عن محاربة ومقاومة أي تغييرات، إذا كانت هذه إحدى عاداتك؟ يمكن لهذا السلوك أن يكون مدمرا للذات ومسببا للإدمان وأنا أعرف العديد من الموظفين الرائعين فيما عدا هذا الأمر وتم فصلهم بسبب المعارضة والتصدي لتغييرات أراد رئيسهم أو مؤسساتهم تطبيقها. وحتى لا تجازف بالمغالاة في تبسيط هذا الموضوع، سأقول ما يلي:

تعلم أن تتقبل ما لا يمكنك تغييره ولا تتصدى لذلك الذي لا تريد أن تتقبله.

قد الآخرين خلال عملية التغيير
بغض النظر عن كونك قائدا رسميا أو ببساطة عضوا في فريق، يمكنك أن تختار مساعدة أولئك الزملاء الذين ربما لا يتعاملون مع التغيير بشكل جيد.. ربما كانوا يواجهون أي عدد من التغييرات المحتملة – ربما يكون نظام قاعدة بيانات جدید يجب على إدارتك اعتماده، أو ربما رئيسا جديدا تم تعيينه وأتى بثقافة عمل مختلفة تماما.

ببساطة قم بمساعدة زملائك بشرح الاستراتيجيتين الأوليين اللتين تم ذكرهما بالأعلى. هذا هو كل ما تستطيع فعله؛ سترشدهم للماء، لكن عليهم أن يختاروا شربه.


إن استطلاعات الرأي والأدلة السردية توضح بثبات أن الناس ومؤسسات بأكملها لديها مشاكل في التعامل مع كل أنواع التغييرات وتطبيقها. العديد منا يتصرف بالكثير من اللامبالاة في مقر العمل ويفضل ألا يضطر إلى التغيير.

لكي تتفوق حقا في العمل، عليك أن تتعلم أن تكون مرتاحا أثناء استكشاف أفكار جديدة واقتراحات مما، بالتبعية، قد يؤدي إلى تغييرات تحتاج إلى تطبيق، وبالقيام بذلك، يمكنك أن تصبح ما يسمى بعامل التغيير، الذي يستطيع أن يساعد كل من حوله في التغلب على المراحل الثلاث التي يمكن أن تتسبب في الفشل في تطبيق التغييرات بنجاح، وهي الإنكار والغضب والمقاومة .

ألاحظ أن إيصال الناس لنقطة فهم وتقبل الحاجة إلى التغيير ليس سهلا أبدا. أبسط التغييرات أحيانا قد تسبب الفزع الأكبر لمؤسسة ما وقد يجادل المرء أن التغيير بحدث باستمرار وأن القضية ببساطة ما إن كنا نسايره أو نعارضه. إذا كان رؤساؤك ينظرون إليك باعتبارك واحدا يعتنق التغيير طوعا ويحاول أن يرى الإيجابيات في أي تغيير، فأنت إذن تزيد من قيمتك. طريقة تفكيرك وسلوكك سيكونان شيئا ثمينا في مساعدة المؤسسة على النمو والتقدم للأمام عبر أي نوع من التغييرات التي تعتبر ضرورية.

حكم وامثال عن التغيير
” إذا لم تصنع التغيير، فإن التغيير سيصنعك”. جوينيث بالترو
“أن تكون شغوفا بالفصول المتغيرة هي حالة ذهنية أكثر سعادة من أن تكون مغرما بشكل يائس بالربيع”. جورج سانتایانا
“علينا أن نكون مستعدين للتخلي عن الحياة التي خططنا لها حتى نحظى بالحياة التي في انتظارنا”. جوزيف كامبل
“كن التغيير الذي تتمنى أن تراه في العالم”. مهاتما غاندي
“التغيير أمر حتمي، على عكس استرداد (الفكة) من آلة البيع”. روبرت سي. كالاجر
 

أقسام الرافدين

عودة
أعلى أسفل